تقاريرعربي ودولى

زلزال مدمر يضرب أديس أبابا ويثير رعب السكان

تشهد أديس أبابا لحظات مرعبة حيث اهتزت الأرض تحت أقدام سكان العاصمة الإثيوبية بشكل مفاجئ وقوي مما جعلهم يتدافعون إلى الشوارع في حالة من الفزع والرعب لا توصف ضجة وصراخ وركض نحو المجهول

أجواء من التوتر تسود المدينة بعد أن ضرب زلزال عنيف بقوة 4.9 على مقياس ريختر المناطق المحيطة بها مما أحدث حالة من الذعر لم يسبق لها مثيل

في تفاصيل الحادثة المؤسفة وقع الزلزال مساء اليوم الأحد بالقرب من منطقة أواش حيث شعر به المواطنون في مختلف أنحاء أديس أبابا مما جعلهم يعبرون عن قلقهم العميق بشأن سلامتهم

بينما كانت الشوارع تمتلئ بالناس الهاربين من منازلهم في محاولة للابتعاد عن الخطر المحدق بعبارات تملؤها الحيرة والذعر انطلقت من أفواه الجميع

وعلى الرغم من التأكيدات التي أطلقها التلفزيون الإثيوبي بأن الزلزال لم يكن خطيرًا وأنه وقع في جبل مونت فينتال الذي يبعد عن العاصمة

إلا أن الشائعات والمعلومات المغلوطة انتشرت بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مما زاد من القلق والخوف بين السكان حيث أطلق بعضهم تحذيرات غير موثوقة مما زاد من حالة الفوضى السائدة

أدلى الدكتور إلياس ليفي أستاذ الجيوفيزياء وعلوم الفضاء في جامعة أديس أبابا بتصريحات تهدف إلى تهدئة المواطنين حيث أكد أن الزلزال لا يمثل تهديدًا مباشرًا لسكان المدينة

وأنه لم يكن هناك أي زلزال داخل أديس أبابا مشيرًا إلى أن الهزات الأرضية لا تحمل خطرًا كبيرًا ومع ذلك فإن حديثه لم ينجح في تخفيف حدة الذعر الذي غلف المدينة

من جهة أخرى فإن الظاهرة الجيولوجية ليست بالأمر الجديد على إثيوبيا حيث تعد المنطقة من المناطق النشطة زلزاليًا والتي شهدت على مر العقود السابقة العديد من الهزات الأرضية

ولكن هذا الزلزال يأتي في وقت حساس حيث تعاني البلاد من أزمات متعددة بما في ذلك الأزمات الاقتصادية والسياسية مما يزيد من الضغوط على الحكومة والشعب على حد سواء

إن الزلزال الذي ضرب العاصمة يحمل في طياته تبعات خطيرة على مجمل الأوضاع في البلاد فالشائعات والمعلومات المغلوطة تشكل خطرًا حقيقيًا على استقرار المجتمع وأمنه

بل إن الهلع الذي أصاب الناس يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية على الصحة النفسية للسكان مما قد يؤثر على المجتمع بأسره

ومع كل هذا فإن استجابة الحكومة لهذه الحادثة تعتبر محورية حيث يتوقع أن تقوم بإجراءات عاجلة للتواصل مع المواطنين وطمأنتهم بشأن السلامة العامة فضلاً عن ضرورة تصحيح المعلومات الخاطئة المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي وتوفير المعلومات الصحيحة والمحدثة حول الزلزال وتبعاته

رغم تأكيدات العلماء والخبراء حول عدم وجود خطر وشيك فإن الشارع الإثيوبي لا يزال متأثراً بشدة بالأحداث وقد تكون هناك حاجة ملحة لتوعية السكان بكيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية وتفادي الشائعات التي قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في مثل هذه الأزمات

إن ردود الفعل المتباينة من المواطنين تعكس مدى عمق القلق الذي يعيشه السكان فبينما يسعى البعض للعودة إلى منازلهم بأسرع ما يمكن

فإن آخرين لا يزالون يترددون في اتخاذ خطواتهم التالية خوفًا من هزات إضافية محتملة لذا فإن أي تأخير في تقديم المعلومات أو التقارير يمكن أن يؤدي إلى تصاعد حالة القلق بشكل أكبر

وفي ختام هذه الأحداث العاصفة تبرز الحاجة الملحة لاستجابة سريعة وفعالة من جميع الجهات المعنية فالمسؤولية تقع على عاتق الحكومة والمؤسسات المعنية بتقديم الدعم والمعلومات التي تضمن سلامة المواطنين

كما أن الشفافية في التعامل مع الأحداث الجيولوجية المتكررة تعتبر ضرورة ملحة لتهدئة الأوضاع واستعادة الطمأنينة في نفوس الناس

وفي ظل كل هذه الفوضى تظل عيون العاصمة الإثيوبية معلقة على تحركات الحكومة وخططها للحد من الآثار السلبية لهذه الظواهر الطبيعية التي لا ترحم

والتي تبرز هشاشة الأوضاع الأمنية والاجتماعية في البلاد مما يتطلب موقفًا قويًا وحازمًا للمضي قدمًا نحو الاستقرار والأمان

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى