الحرب قد تطول جنبلاط : نحتاج إلى انتخاب رئيس وفاقي ولن نربط مصيرنا بغزة.
عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعاً استثنائياً في بلدة شانيه برئاسة شيخ العقل الشيخ سامي أبي المنى، بمشاركة وليد جنبلاط، تيمور جنبلاط، الشيخ نعيم حسن، الوزير عباس الحلبي، والنائب مروان حمادة، إلى جانب عدد من النواب السابقين والقضاة والمشايخ. تناول الاجتماع تداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان وسبل تعزيز الواقع الاجتماعي والإنساني، وأكد على الدور الوطني وما يستلزم ذلك من موقف تاريخي.
افتتح الجلسة أمين سر المجلس المحامي رائد النجار، مشيراً إلى أهمية عقدها في جبل التعايش، بلدة شانيه التي تعتبر رمزاً للمحبة والضيافة.
رحب الشيخ كمال أبي المنى باسم أهالي شانيه بالحاضرين، مقدماً الشكر لهم على تحملهم عبء هذه المرحلة الصعبة. وطرح تساؤلات حول ما هو مطلوب في ظل العدوان والنزوح الحالي، معتبراً أن الاجتماع يهدف إلى صيانة الطائفة ووحدة الوطن، مع تمنيات التوفيق لجميع المشاركين.
ورحب سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي أبي المنى بالحضور قائلاً: “بسم الله الرحمن الرحيم، معالي الأستاذ وليد جنبلاط، سعادة الأستاذ تيمور جنبلاط، سماحة الشيخ نعيم حسن، والمعالي والسعادة والسماحة والفضيلة، المشايخ الأفاضل، الأخوة والأخوات الأعزاء، أعضاء المجلس المذهبي للطائفة الموحدين الدروز. يسعدني الترحيب بكم في شانيه، بلدة الاستضافة واللطافة، في دار البلدة الأوحد ورحاب جمعية النهضة الخيرية، منذ عام 1967. نشكر الجمعية على الترحيب، ونقدّر تلبية دعوتكم رغم الظروف الصعبة.
نثمّن حرص الزعيم وليد جنبلاط على الصمود في مواجهة الأزمات، بتأكيد الاجتماع ووحدة الكلمة. قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، مما يشير إلى أهمية الصبر والاستعداد.
تساءلنا أين هي إرادة الخير والحكمة في معالجة الأمور؟ الشر تفاقم، وغابت الحكمة عن الحكام، بينما سيطر الغدر والإرهاب. نحن نعيش وسط دماء ودمار، ونتطلّع بأمل إلى واقع الطائفة والوطن واثقين بقيمنا المعروفية ووحدتنا.
في ظل هذه الفوضى، نقف كأهل العقل والحكمة لنعبر عن انتمائنا الروحي للنهج التوحيدي، وللهوية العربية الإسلامية للموحدين الدروز. نحن نؤكد على القيم التي تجمعنا وتحفظ وجودنا ووطننا.
رسالتنا إلى الموحدين وأبناء الوطن هي أن لا تبخلوا على إخوانكم المتضررين، بل تعاملوا معهم برحمة، وتحملوا عبء الاستضافة، وتعاونوا مع السلطات لحفظ الأمن. كما نوجه الشكر لكلاً من وليد بك والقيادات الوطنية على مواقفهم التضامنية، وندعو إلى زيادة الدعم العربي والدولي للبنان ووصول المساعدات لمستحقيها.”
دعوة لضغط دولي وعربي لحل الأزمة اللبنانية بعد ذكرى “طوفان الأقصى”
في السابع من تشرين الأول، وفي ذكرى مرور عام على “طوفان الأقصى”، التأم الشمل لمناقشة الإحتقان الكبير بسبب ما يجري في المنطقة، حيث تمت الإشارة إلى الآثار الكارثية للحروب المتتالية وأهمية العمل الجماعي لتحقيق السلام والاستقرار.
تحدث المتحدث الرسمي عن الوضع الراهن في لبنان، مشيراً إلى أن “الطوفان” الذي شهدناه لم يكن مجرد حدث، بل يعكس حالة من الأسى ومطالب مشروعة للشعب الفلسطيني. وقد أشار إلى أن استمرار العدوان والإهمال لحقوق الشعب الفلسطيني هو ما أوصل إلى حالة الفوضى الحالية في لبنان، والتي تستهدف البشر والحجر وتؤدي إلى انهيار البلاد.
وأكد المتحدث على ضرورة وجود يقظة دولية وموقف عربي موحد، حيث دعا إلى تضامن داخلي قوي للضغط باتجاه فرض حل واقعي يتطلب وقف إطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية، وبالأخص القرار 1701 بشكل كامل. تطرق أيضاً إلى أهمية دعم الجيش اللبناني ليتمكن من حفظ الأمن والاستقرار في المناطق الجنوبية.
كما أثنى المتحدث على الزعيم وليد جنبلاط والدور الإيجابي الذي يقوم به، مع الإشارة إلى اللقاء الأخير في عين التينة الذي جمع القادة الثلاثة برّي وميقاتي وجنبلاط. وأكد على ضرورة تدوين برنامج خلاص وطني يشارك فيه جميع الأطراف السياسية والعائلات الروحية، مما يمكّن لبنان من تجاوز الفوضى الحالية.
نحن منظمة غير حكومية تسعى لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، من خلال تعزيز الحوار ودعم حقوق الإنسان. نعمل على تطوير برامج تسهم في إعادة الإعمار وبناء الثقة بين المجتمعات.
في هذا اللقاء، نؤكد: أيها اللبنانيون، الوقت ليس للمناكفات والتصعيد، بل لتعزيز الثقة الداخلية والتفاهم. لبنان يواجه خطرًا وجوديًا، ويتعرض للتفكك والضياع. علينا العودة إلى الجذور التاريخية المشتركة والإرادة الوطنية القوية. لدينا أصدقاء كثر في العمق العربي وفي الشتات لدعمنا إذا أحسنا التفاهم.
لنترحم على الشهداء ونصلي من أجل الشفاء، ولنتضامن مع من فقدوا بيوتهم. فلنستقبل المبادرات الخيرية لنخطو خطوات вперед.
القضية المركزية تبقى الفلسطينية، التي تتطلب حلاً عادلاً. يجب أن يحصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة، وعلينا أن نعمل مع الأمم المتحدة والدول العربية لتحقيق السلام.
ختامًا، على المجلس المذهبي لعب دور مهم في الظروف الاستثنائية الحالية، لا سيما في الشأن الاجتماعي. من الضروري الاتفاق على خطة عمل تتبناها اللجنة الاجتماعية لمواجهة الأزمات ومعالجة النزوح. سنحتاج للدعم من الجهات المانحة ولتفعيل الخدمات الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة.
الوقت الآن للعمل والدعم، فالوطن وطننا جميعًا. لن نحيد عن أهمية تنوعه الذي يمثل تاريخنا وهويتنا.
وألقى وليد جنبلاط كلمة قدّم فيها التعازي لآلاف الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي. أشار إلى اجتماع العين التينة بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال، مؤكدًا على أهمية وحدة اللبنانيين والتزام لبنان بوقف إطلاق النار والقرارات الدولية.
جنبلاط أضاف أن الانتخاب الفوري لرئيس وفاقي لا يجب أن يكون مرتبطًا بوقف إطلاق النار، وأن الحرب مستمرة. دعا إلى ضرورة مشاركة جميع القوى السياسية، وأهمية اللجنة الخماسية لتسهيل انتخاب الرئيس، موجهًا شكره للجبل ولكل اللبنانيين على احتضان النازحين.
وفي مداخلة النائب فراس حمدان، ذكر الوضع المأساوي في الجنوب ودعا إلى تضامن سياسي يجنب البلاد التحديات. أكد على ضرورة وقف الحرب كأولوية، واعتبار المؤسسات الدستورية مرجعية للدفاع عن اللبنانيين. يجب أن ننتخب رئيس جمهورية ونشكل حكومة طوارئ لمواجهة مخاطر العدوان.
وختم: “يحمي لبنان فقط ثلاثية ذهبية واحدة:
1- صمود أهل الأرض،
2- تضامن المجتمعي مع النازحين، 3- تواضع كافة القوى السياسية وفك ارتباطها ورهانها على المحاور والساحات الخارجية لصالح المصلحة الوطنية. حمى الله أهل الجنوب، حمى الله لبنان”.
كما كانت مداخلة لرئيس اللجنة الثقافية الشيخ وسام سليقة، وكذلك جرت عدة مداخلات رد عليها جنبلاط، مؤكدا على مواقفه في متن كلمته.
وبعد الاجتماع زار جنبلاط والنواب والشيخ حسن وعدد من الشخصيات والمشايخ دارة سماحة الشيخ ابي المنى المجاورة لمكان اللقاء.