تقاريرصحافة عبرية

صفقة كارثية تكشف عن خيوط المؤامرة في غزة

في ظل تصاعد الأحداث في غزة تتكشف تفاصيل مثيرة ومرعبة عن خطط قد تتجاوز الحدود المعتادة لتأخذ شكل صفقة تبادل الأسرى التي قد تحمل في طياتها أكثر من مجرد تبادل الأفراد

تتحدث الأنباء عن إمكانية مغادرة يحيى السنوار زعيم حركة حماس وقادة آخرين إلى السودان في خطوة جريئة تحاكي الفوضى التي تعيشها المنطقة بينما تتجدد محاولات التفاوض وسط واقع ميداني مضطرب وأزمة سياسية عميقة

الحديث يدور في الأروقة الإسرائيلية حول خطة مثيرة للجدل يمكن أن تفضي إلى رفع تجميد الأصول الخاصة بحماس في السودان والتي تم فرضها قبل ثلاث سنوات

ومع أن السودان يمر بحرب عاتية فإن هذه الصفقة تعكس حالة من اليأس والتخبط لدى الأطراف المعنية إذ لا أحد يضمن نجاحها أو مدى قدرة قادة حماس على الالتزام بما قد يترتب عليها من شروط

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو كمن يلعب بالنار إذ أظهر عدم إصرار على القضاء على السنوار وآخرين من قيادات حماس بل إن هناك إمكانية فعلية لطردهم إلى دولة ثالثة ضمن ترتيبات تنهي النزاع القائم

وهذا الطرح يثير تساؤلات عدة حول نوايا إسرائيل في التعامل مع حماس وهل هي بالفعل تريد إنهاء الحرب أم أن هناك أجندات خفية تدفعها نحو هذه الترتيبات المشبوهة

خلال حديث مع الصحفي الأمريكي دان سينور في مايو الماضي أشار نتنياهو إلى أن إنهاء الحرب ممكن لو قامت حماس بإلقاء سلاحها واستسلمت

ولكن في ذات الوقت كانت فكرة النفي موجودة على الطاولة وهو ما يعكس عدم الاستقرار الفكري والسياسي الذي يعتري حكومة تل أبيب الآن إذ أن نفي القيادات بدلاً من القضاء عليها يعتبر بادرة غريبة عن سلوك إسرائيل المعروف في هذا الصدد

الصحافة العبرية تتحدث عن إمكانية مغادرة السنوار وعائلته وآلاف المقاتلين من حماس الذين يتم اختيارهم بعناية من قطاع غزة في خطة قد تحمل في طياتها فخاخاً متعددة إذ أنه في حال حدوث ذلك فلن يتم تسميتها رسمياً كنوع من أنواع النفي

وهو ما يسهل على إسرائيل إنهاء الحرب بينما يتواصل السنوار في قيادة حماس من بعيد حتى وإن كان نفوذه داخل القطاع قد تضاءل

التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن السنوار قد يفضل مغادرة غزة إلى دولة ثالثة بدلاً من مواجهة الموت المحتمل في القطاع

وهو ما يعكس عمق الصراع القائم والرغبة في الحفاظ على النفوذ حتى من بعيد ولكن تبقى التساؤلات حول مدى قدرة إسرائيل على تعقب السنوار لاحقاً والتخلص منه في حالة نجاح هذه الصفقة

ومع ذلك فإن بعض التحليلات تشير إلى أن زعيم حماس قد لا يكون مستعداً للموافقة على صفقة مع إسرائيل تحت أي ظروف كانت

وهذا ما يضعف فرضيات الكثير من المحللين حول إمكانية نجاح هذه المبادرات إذ إن هناك حالة من الاستنفار في صفوف حماس ومعنويات مرتفعة رغم الأزمات التي تعصف بهم

التحديات تزداد حدة في ظل تصاعد القتال وما يرافقه من تدمير شامل وتهجير للمدنيين ووسط هذا المشهد المأساوي يبدو أن الآمال الفلسطينية في وضع حد للصراع تتضاءل شيئاً فشيئاً مع دخول الأزمات الإقليمية على الخط مما يزيد من تعقيد الأمور فمع دخول قوى جديدة في الصراع يصبح التنبؤ بمسار الأحداث أمراً في غاية الصعوبة

يتحدث البعض عن طموحات السنوار للبقاء في المشهد السياسي وهو ما يظهر في محاولاته للبقاء في قلب الحدث رغم الظروف الصعبة المحيطة به

وقد تكون لديه أمال خفية بأن تستمر المواجهة حتى تدخل إسرائيل في أزمات أكبر فتجد نفسها مشغولة بأكثر من جبهة واحدة مما قد يفتح له المجال لتوسيع نفوذه بشكل أو بآخر

إن الصفقة المحتملة بين إسرائيل وحماس تمثل تحولاً دراماتيكياً في الصراع المستمر فهل ستكون هذه الخطوة بداية جديدة في مسار الأحداث أم أنها مجرد فخ عميق في بحر من التعقيدات السياسية والأمنية التي تحيط بالمنطقة

إن الأيام القادمة ستكشف لنا الكثير عن هذه الخيوط المشبوهة التي نسجت بين الأطراف المتنازعة وكم من الدمار ستخلفه هذه الخطط الساعية نحو تحقيق مكاسب آنية بينما تظل الآلام الفلسطينية تتعاظم على الأرض

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى