د. صادق النابلسي لـ”أخبار الغد” الرد الإيراني يعزز معادلة الردع ويعيد التوازن في مواجهة الجنون الإسرائيلي
في ظل التصعيد المستمر بين إيران والكيان الإسرائيلي، تبرز أهمية الردود التي تسهم في إعادة رسم موازين القوى في المنطقة.
وفي هذا السياق، جاءت تصريحات د. صادق النابلسي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، لتؤكد أن الرد الإيراني الأخير لم يكن مجرد رد فعل عادي، بل هو رسالة استراتيجية موجهة لأعداء إيران وأصدقائها على حد سواء.
الرد الإيراني، الذي جاء بشكل مفاجئ، يعزز معادلة الردع ويعيد تشكيل قواعد الصراع في مواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية.
صرح د. صادق النابلسي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، لموقع “أخبار الغد”، أن إيران فاجأت أعداءها وأصدقائها على حد سواء برد غير متوقع، وأثبتت لكل من راهن على عدم قدرتها على الرد أنهم كانوا مخطئين. هذه المفاجأة لم تقتصر فقط على اتخاذ القرار بالرد،
بل شملت حجمه ومستواه ونوعيته. الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت مناطق داخل الأراضي المحتلة جاءت بشكل مكثف وبأنواع متعددة من الصواريخ، مما أكد أن إيران تمتلك إرادة قوية للرد حتى لو طال الزمن في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها من الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.
هذه التهديدات كانت تهدف إلى منع إيران من الرد، لكنها واجهت ردًا يتجاوز التوقعات.
وأضاف الشيخ النابلسي أن الرد الإيراني الأخير أحدث نوعًا من التوازن المطلوب في المنطقة، وعزز من معادلة الردع في مواجهة الجنون الإسرائيلي المتزايد. بهذا الرد، استعادت إيران مكانتها في قلب الصراع،
مؤكدةً على وحدة ساحات جبهة المقاومة ووحدة الجبهات القتالية ضد العدو الإسرائيلي. كما أشار إلى أن إيران مستعدة للوصول إلى أبعد نقطة يمكن أن يصلها العدو الإسرائيلي في المنطقة،
مما جعل هذا الرد يشكل مفاجأة استراتيجية لكل من أمريكا وإسرائيل. وأوضح أن هذه الدولتين لم تقدرا بشكل صحيح النوايا والدوافع الإيرانية، على الرغم من إدراكهما للإمكانيات الكبيرة التي تملكها إيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وأشار النابلسي إلى أن إيران تدرك تمامًا مخاطر الرد الإسرائيلي المحتمل على هذه الهجمات، وأن إسرائيل قد ترد بضربة تستهدف المنشآت النووية أو العسكرية الإيرانية في أي وقت. ومع ذلك، قبلت إيران التحدي،
وأكدت أنها مستعدة لمواجهة هذه التهديدات من أجل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي العربية.
الرد الإيراني الأخير يعكس تحولًا استراتيجيًا في معادلة الصراع بالمنطقة، ويثبت أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التهديدات، بل سترد بقوة وبحسابات دقيقة.
ومن هنا، يتضح أن المواجهة بين إيران والكيان الإسرائيلي مرشحة للتصعيد، ما يضع المنطقة أمام تحديات جديدة قد تعيد رسم خارطة الصراع بشكل جذري.