تقاريرحوارات وتحقيقات

الدكتور زياد بهاء الدين: مناخ الاستثمار في مصر يواجه أزمة وجودية حادة

في تصريح مثير للجدل أكد نائب رئيس وزراء مصر السابق الدكتور زياد بهاء الدين أن مناخ الاستثمار في مصر يثير قلق المستثمرين العاديين

مما يستدعي التوقف عند عدة نقاط حاسمة تتعلق بالاقتصاد المصري الذي يواجه تحديات معقدة وصعبة من جميع الاتجاهات وفي كل قطاع.

انطلق الدكتور زياد بهاء الدين في حواره من تحليل شامل للوضع الاقتصادي الكلي، موضحاً أن الاقتصاد المصري لا يعاني فقط من ضغوط داخلية بل أيضاً من تأثيرات خارجية تهدد استقراره.

ورغم تلك الضغوط أكد أن هناك فرصاً جديدة للنمو يمكن استثمارها، مشيراً إلى ضرورة النظر إلى التحديات من زاوية مختلفة تتجاوز اللوم التقليدي لتصل إلى مراجعة دقيقة للأخطاء وسبل تصحيحها.

تحدث الدكتور زياد بهاء الدين عن أهمية وضع وثيقة اقتصادية شاملة تعكس رؤية واضحة لمستقبل البلاد، مؤكداً على ضرورة فاعلية وثيقة سياسة ملكية الدولة.

انتقد الطريقة الحالية لتنفيذ هذه الوثيقة، مبرزاً الحاجة إلى آلية متماسكة تضمن تحقيق الأهداف المرجوة. لم يتجاهل الدكتور بهاء الدين الحديث عن الملف الضريبي،

حيث أشار إلى التعقيدات الناتجة عن تعدد الرسوم ووتيرة فرضها على المستثمرين، الأمر الذي يزيد من العبء المالي ويؤثر سلباً على مناخ الاستثمار.

وعلى صعيد التوصيات المطروحة، سلط الضوء على ضرورة تجاوب الحكومة مع الآراء والمقترحات المطروحة في الحوارات المجتمعية والمؤتمرات الاقتصادية.

إذ أن التفاعل الإيجابي مع الأفكار الجديدة يمكن أن يسهم في تعزيز الثقة بين الحكومة والمستثمرين. وقد تطرق الدكتور زياد في حديثه إلى الصفقات الحكومية الكبرى، مشدداً على ضرورة وجود رؤية استراتيجية للتعامل مع هذه الصفقات بما يحقق الفائدة العامة.

كما تناول الحوار ملف الصناعة، مشيراً إلى أهمية إعادة تشغيل المصانع المتعثرة كخطوة أساسية لتحفيز الاقتصاد. حيث أن معالجة هذه المسألة تتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص لضمان تحقيق نتائج ملموسة.

وطرح كذلك مسألة الفقاعة العقارية، حيث اعتبر أن سوق العقارات في مصر يواجه تحديات كبيرة، مما يستدعي ضرورة التعامل بحذر مع هذا الملف.

وعند الحديث عن ريادة الأعمال، أشار الدكتور زياد إلى المشكلات الرئيسية التي تعترض طريق الشباب والمبادرين، مطالباً بضرورة توفير بيئة داعمة ومواتية لهذه الفئة، بما يتضمن تحسين الوصول إلى التمويل وتسهيل الإجراءات الإدارية.

وأكد أن الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة تمثل ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، ومن ثم يجب أن تحظى باهتمام أكبر من قبل الدولة.

وفي جانب أكثر شخصي، تحدث الدكتور زياد بهاء الدين عن تأثير هذه التحديات على الحياة اليومية للمواطنين، مشدداً على أهمية إشراك المجتمع في النقاشات الاقتصادية،

حيث أن الاقتصاد لا يتعلق فقط بالأرقام بل بحياة الناس ومعيشتهم. دعا إلى ضرورة الاستماع إلى احتياجات المواطنين والعمل على تلبيتها من خلال سياسات اقتصادية متكاملة.

يبدو أن المرحلة المقبلة تتطلب من الحكومة المصرية اتخاذ خطوات جادة لتحسين مناخ الاستثمار وتوفير بيئة اقتصادية مستقرة ومواتية. إن الاستجابة لتحديات اليوم تتطلب رؤية بعيدة المدى وقدرة على الابتكار والتكيف مع المتغيرات السريعة في الساحة الاقتصادية العالمية.

إن التحلي بالصبر والتفاؤل، مع التركيز على الإصلاحات الهيكلية، يمكن أن يفتح آفاق جديدة للتنمية ويجذب المزيد من الاستثمارات. وبهذه الروح، يمكن أن يتحول التحدي إلى فرصة حقيقية لنمو الاقتصاد المصري وتحسين معيشة المواطنين.

إن التصريحات التي أدلى بها الدكتور زياد بهاء الدين تأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث يتطلع الجميع إلى إشارات إيجابية من الحكومة حول كيفية التغلب على التحديات وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

من الواضح أن الوضع الحالي يتطلب نهجاً جديداً يتجاوز الأساليب التقليدية، ليعزز الثقة ويحفز النمو في جميع القطاعات.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى