غارات إسرائيلية تهز معاقل حزب الله وتودي بحياة رئيس المجلس التنفيذي للحزب
أفادت مصادر إعلامية متعددة بأن إسرائيل أتمت عملية اغتيال هاشم صفي الدين ورفاقه في غارات جوية عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الخميس في حدث يعتبر نقطة تحول في الصراع مع حزب الله حيث استخدمت القوات الإسرائيلية ثلاثة وسبعين طناً من القنابل في هجومها على أهداف حساسة للغاية
التفاصيل تتوالى إذ أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن التقديرات الأولية أكدت مقتل جميع المتواجدين في مركز المخابرات الخاص بحزب الله والذي تم استهدافه بشكل مباشر وبطريقة مدمرة تضمن القضاء على كل من فيه ومن ضمنهم صفي الدين الذي يعد أحد أبرز الشخصيات المرشحة لقيادة الحزب بعد حسن نصرالله
هاشم صفي الدين الذي يشغل حالياً منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله يعتبر من القيادات الاستراتيجية والتي تؤثر بشكل كبير على مسارات الحزب وقدرته على المناورة في وجه التحديات الخارجية
كما أنه أصبح في نظر واشنطن إرهابياً أجنبياً منذ العام 2017 مما يزيد من حجم القلق حول العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة
الهجوم لم يكن مجرد ضربة عادية بل تم التخطيط له بعناية واستهدف عمق حزب الله بطريقة غير مسبوقة متجاوزاً الحدود التي تم فيها اغتيال نصرالله في السابق وفق ما ذكره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي حيث أكدت التقارير أن الهجوم وقع في مناطق يُعتبر وصول القوات المعادية إليها تحدياً كبيراً
صفي الدين كان برفقة رئيس مخابرات الحزب المعروف بلقب مرتضى كما تم استهداف أيضاً محمد رشيد سكافي الذي يقود منظومة الاتصالات في حزب الله وهو ما يعتبر ضربة موجعة أخرى للحزب الذي يعاني بالفعل من الضغوطات العسكرية والسياسية
التقديرات تشير إلى أن الهجوم لم يترك أي فرصة للنجاة للمستهدفين إذ كانت الآثار المترتبة على انهيار المخبأ والتسرب المحتمل للغازات القاتلة تتجاوز حدود الممكن للتعافي من مثل هذه الغارات إذ يبدو أن الهدف الإسرائيلي كان واضحاً وهو إضعاف الحزب من الداخل من خلال استهداف قياداته الرئيسية
هذه العملية تمثل تطوراً مهماً في ساحة المعركة بين إسرائيل وحزب الله حيث يتجه كل طرف إلى توسيع نطاق عملياته لتحقيق انتصارات استراتيجية على الأرض في وقت حساس تمر به المنطقة حيث يتواصل التوتر بين مختلف الأطراف وتستمر الحروب بالوكالة في تصعيدها
مع استمرار تداعيات هذا الهجوم فإن الأضواء تتجه نحو رد فعل حزب الله المحتمل والذي من المتوقع أن يكون عنيفاً إذ أن مقتل صفي الدين يعتبر بمثابة زلزال سياسي وعسكري في صفوف الحزب وقد يترك أثراً بالغاً على توازن القوى في المنطقة
إضافة إلى ذلك فإن هذا النوع من العمليات يُظهر قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربات موجهة بدقة عالية رغم تعقيدات الوضع الأمني في لبنان مما يعكس مستوى التحدي الذي تواجهه القوات اللبنانية في مجال الأمن الداخلي والاستجابة للتهديدات الخارجية
وبناءً على ما سبق فإن المشهد السياسي والعسكري في لبنان قد دخل مرحلة جديدة من عدم الاستقرار كما يتعين على القوى الإقليمية والدولية إعادة تقييم استراتيجياتها في ظل هذه المتغيرات السريعة فالمخاطر تتزايد والاحتمالات مفتوحة على كل السيناريوهات بما في ذلك تصعيد عسكري محتمل أو حتى محاولات للتهدئة لتفادي تداعيات أكثر خطورة
الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حاسمة ليس فقط لحزب الله ولكن أيضاً للمنطقة بأسرها حيث يتعين على الجميع أن يتوقعوا تداعيات بعيدة المدى لهذا الهجوم الذي يبدو أنه قد قلب الموازين ويعيد رسم المشهد المعقد في الشرق الأوسط
ويبقى السؤال الأهم كيف سترد الأطراف المعنية على هذه الضربة القاسية وما هي الخطوات التالية التي سيتخذها حزب الله في ظل هذا الغياب المفاجئ لأحد قياداته البارزة هل سنشهد تصعيداً عسكرياً جديداً أم ستسود الحكمة في مواجهة مثل هذه التحديات.