حصريات الغدحوارات وتحقيقات

خاص لـ”أخبار الغد”.. طوفان الأقصى: بداية مرحلة جديدة في نضال الشعب الفلسطيني وتغير موازين القوى العالمية

على مدار 75 عامًا، تعرّض الشعب الفلسطيني لنضال مستمر ضد احتلال صهيوني غاشم، شهد خلاله مآسي لا تُحصى من مجازر وتهجير وحروب، جعلت من قضيته رمزًا للنضال من أجل الحرية والكرامة. وبينما تتغير معادلات القوى العالمية، يلوح في الأفق بصيص أمل مع طوفان الأقصى، الذي يجسد بداية مرحلة جديدة من ثورة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وحريته وحماية مقدساته، في ظل عالم يشهد تحولات جذرية لموازين القوى الدولية.

في هذا السياق صرّح أ.د. حامد الصراف، الباحث في الشأن السياسي، لموقع “أخبار الغد” بأن “طوفان الأقصى“، بغض النظر عن الجهة التي أشعلت شرارته الأولى، يمثل بداية نوعية لثورة متجددة من أجل الحرية واستعادة الهوية الوطنية. هذه الثورة تهدف إلى حماية المقدسات الدينية والحفاظ على التراث الاجتماعي للشعب الفلسطيني، بعد تقديمه كوكبة من الشهداء خلال مذابح ومجازر وحروب وتهجير استمر على مدار 75 عامًا من احتلال عنصري صهيوني إمبريالي غاشم.

وفي منعطف تاريخي لافت، لا تقتصر هذه التطورات على القضية الفلسطينية فقط، بل تمتد لتشمل تداعيات كبيرة للعالمين العربي والإسلامي، لا سيما في ظل ما يشهده العالم من تطورات جارية. الحرب “العالمية المصغرة” في أوكرانيا، التي انخرطت فيها 52 دولة بقيادة الولايات المتحدة ضد روسيا، أسفرت عن هزيمة مذلة لأمريكا وحلف الناتو. وأدت هذه الحرب إلى إنهاء هيمنة النظام العدواني ذي القطب الواحد، بقيادة أمريكا ومعها بريطانيا والدول الغربية التي لطالما دعمت بقاء الكيان الصهيوني.

وأشار د. الصراف إلى أن استمرار معاناة الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل وفي الشتات يعكس مدى الظلم الواقع عليه، مؤكدًا على أن ظهور أقطاب دولية جديدة أكثر فهمًا لمستقبل البشرية بات ضرورة لاستقرار العلاقات الدولية في المرحلة القادمة. هذه الأقطاب تدير العلاقات الدولية بصورة أكثر توازنًا وعدالة، وتؤسس لتعايش سلمي حقيقي. وأكد أن هذه التحولات بدأت من الشرق والجنوب، وليس من الغرب، الذي أخفق في استغلال ضعف شعوبنا وتشتتها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وزواله قبل حوالي ثلاثين عامًا.

وأضاف الصراف أن المرحلة القادمة ستشهد بكل تأكيد نتائج إيجابية لحركات التحرر الوطني في أفريقيا، آسيا، وأمريكا اللاتينية، حيث تتعزز إرادة الشعوب التواقة للحرية والاستقلال والسيادة الوطنية. حتى في أوروبا الغربية، التي ترزح شعوبها تحت هيمنة الاحتكارات الرأسمالية الأمريكية والصهيونية، هناك تحركات شعبية ضد كلفة الحروب، التضخم الاقتصادي، غلاء المعيشة، وتفكك النسيج الاجتماعي.

كما أشار الصراف إلى أن الحرب في أوكرانيا، التي بدأت في 24 فبراير 2022، وتزايد إصرار الصين على استعادة تايوان، كلها عوامل تعزز من التغير في موازين القوى الدولية. وأكد أن الصين ستحقق ذلك في المستقبل القريب.

وفي ختام تصريحه، أكد الصراف أن أمريكا وبريطانيا ومعهما الغرب العنصري والكيان الصهيوني قد تعرضوا لهزيمة مذلة. الغطرسة التي كانوا يتمتعون بها قد تم كسرها، وما ينتظرهم سيكون أسوأ مما حدث لهم في فيتنام، أفغانستان، والعراق. الإمبراطورية الأمريكية، بحسب الصراف، تنهار من الداخل نتيجة للتفكك والصراعات الداخلية، وفي الخارج بسبب كراهية الشعوب لهم نتيجة الجرائم البشعة التي ارتكبتها أمريكا بحق الشعوب الحرة الطامحة لمستقبل أفضل.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى