فضيحة فساد وتزوير تهز أركان جامعة سوهاج وتنذر بكارثة تعليمية
تعيش جامعة سوهاج تحت وطأة فضيحة مدوية تهدد سمعتها وتضعها في قلب عاصفة من الشكوك والأزمات التي لا تنتهي
حيث أصدرت الإدارة العامة للشؤون القانونية بالجامعة إفادة رسمية تكشف النقاب عن سلسلة من الشكاوى والاتهامات التي تلاحق الدكتور حسان حمدي عبد الرحمن أستاذ جراحة العظام في كلية الطب
وهذه الاتهامات ليست مجرد شائعات عابرة بل هي دلائل على حالة من الفوضى والإهمال تسيطر على المؤسسة التعليمية العريقة التي يفترض أن تكون منارة للعلم والمعرفة
يواجه الدكتور حسان اتهامات متعددة تتعلق بأعمال مخلة بالشرف والأمانة حيث وردت شكاوى تتعلق بسرقة التيار الكهربائي من المستشفى المملوك له وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين المعمول بها والحد الأدنى من المعايير الأخلاقية التي يتوجب على أي أستاذ جامعي الالتزام بها
وهذه القضية التي صدرت فيها أحكام قضائية بالحبس منذ عام 2015 تتجاوز مجرد جنحة بسيطة بل تكشف عن مستوى عميق من الفساد يستوجب التحقيق العاجل
أما الفضيحة الثانية فهي تتعلق بالتزوير حيث اتهم الدكتور حسان بتزوير شهادة تدريب طبيبة أسنان من إحدى الجامعات الخاصة بالإضافة إلى تقديمه لشهادات مزورة تخص الأطباء البشريين
مما يدق ناقوس الخطر حول مدى مصداقية الشهادات الأكاديمية التي تقدمها كلية الطب في سوهاج هذا النوع من التلاعب يثير القلق ليس فقط بشأن مؤهلات الأكاديميين بل أيضاً حول مستقبل الطلاب الذين يعتمدون على نظام تعليمي من المفترض أن يكون نزيهاً وشفافاً
تتوالى الشكاوى حيث أُشير إلى أن الدكتور حسان استغل منصبه في ممارسة العمل الحزبي والسياسي داخل أروقة الجامعة واستخدام نفوذه لإجبار الطلاب على المشاركة في أنشطة حزبية
تعكس أهدافاً غير تعليمية وهو تصرف يُعد انتهاكاً لحرية الطلاب ويشوه البيئة التعليمية ويدفع بجامعة سوهاج نحو مسار مظلم
ولم تتوقف الأزمات عند هذا الحد حيث تم الإبلاغ عن مخالفات مالية وإدارية جسيمة تتعلق بشراء أجهزة لقسمي المسالك البولية والمخ والأعصاب
وهذه المخالفات المالية تفتح الأبواب أمام تساؤلات عدة حول كيفية إدارة الأموال العامة واستغلالها في مشاريع غير قانونية مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية للتحقيق في هذه القضايا وكشف المتورطين
الأمر لا يقتصر على الأفراد بل يمثل هذا الفساد تحدياً كبيراً للهيكل الإداري للجامعة ويطرح تساؤلات حول كفاءة الإدارة في التعامل مع هذه القضايا الشائكة
وما إذا كانت لديها الإرادة الحقيقية لوضع حد لهذا الفساد المستشري وفي ظل هذا الوضع المقلق ينبغي على الجهات المختصة التحرك بسرعة لإنقاذ سمعة الجامعة ومؤسسات التعليم العالي في مصر
الإفادات القانونية التي تم الكشف عنها تأتي لتكون بمثابة جرس إنذار لكل من يتهاون في مسؤولياته في إدارة المؤسسات التعليمية ويتسبب في تهديد مستقبل الأجيال القادمة
ففي الوقت الذي ينبغي فيه أن تكون هذه المؤسسات مكاناً للعلم والمعرفة تتعرض الجامعة لأزمة تلو الأخرى تعكس عمق الفساد الذي ينخر في جسدها ويضعها في دائرة الاتهام
إجمالاً تعكس هذه الفضيحة حالة من الفوضى والانفلات التي تعيشها جامعة سوهاج والتي يجب أن تكون خالية من مثل هذه الانتهاكات
لقد حان الوقت لإعادة النظر في سياسات الجامعة وإجراءاتها الداخلية وإنهاء هذه الحلقة المفرغة من الفساد والتلاعب حيث لا يمكن القبول بأن تكون مؤسسات التعليم العالي بؤرة لمثل هذه الجرائم المروعة
الخطوة التالية تتطلب تحركاً عاجلاً وشجاعاً من الجهات المعنية لوضع حد لهذه الممارسات المخالفة للقانون والأخلاق وإعادة بناء الثقة بين المجتمع والجامعة
فالتعليم هو الأساس الذي يبنى عليه مستقبل البلاد ولا ينبغي أن يتم تشويهه بهذه الفضائح التي تسيء للجميع وتضر بمصالح الوطن وأجياله القادمة