تقاريرفلسطين

غزة تحت النار: أطفال ونساء ضحايا قصف متواصل بلا رحمة

في لحظة مأساوية تجسد قسوة الحروب وضراوة الصراع تعرضت مدرسة الكرد في وسط غزة لقصف همجي راح ضحيته أطفال ونساء كانوا يختبئون من جحيم النزاع بحثا عن الأمان

وتخفيف وطأة المعاناة إلا أن آمالهم سقطت بين أنقاض الجدران التي عجزت عن حمايتهم من آلة الحرب الإسرائيلية التي لا ترحم

القصة لم تنته هنا بل تواصلت الأهوال حيث أقدمت طائرات الاحتلال على شن غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت محولة الأمل في النجاة إلى سراب والسكينة إلى خوف

في مشهد يعكس مدى الفوضى والدمار الذي يرافق هذه الحملة العسكرية غير المبررة كما لم تتوقف نيران الاحتلال عند هذا الحد بل طالت مباني سكنية في شمال مخيم النصيرات في غزة

حيث تم تدمير المنازل وتفريغ العائلات من محتوياتها في مشهد يترك أثرا عميقا في نفوس من شهدوا تلك اللحظات القاسية

الجرائم تواصلت حيث أطلق جيش الاحتلال نيرانه من آلياته في المناطق الشمالية للمحافظة الوسطى في القطاع محولا الشوارع إلى ساحة قتال ودمار دون تمييز بين طفل وامرأة مسنَّة

وفوق هذا كله لم تكن الفرق الطبية في مأمن إذ تعرضت إحدى سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية للقصف في بلدة جويا بجنوب لبنان

مما أسفر عن إصابة تسعة من الطاقم الطبي والتمريضي في مستشفى الشهيد صلاح غندور في بنت جبيل حيث يجري تقديم الرعاية للجرحى

هذا الوضع الكارثي يطرح أسئلة حادة حول مصير المدنيين الذين كانوا يأملون في الحصول على العون والملاذ الآمن ولكن بدلاً من ذلك وجدوا أنفسهم محاصرين بين جدران القصف والخوف القاتل

وأصبح من الواضح أن الهجمات تتجاوز الحدود الجغرافية لتصل إلى عمق الإنسانية حيث تسقط أرواح بريئة كل يوم تحت وطأة العنف والقتل العشوائي

الأطفال الذين لم يعرفوا من الحياة سوى الفزع والألم يكتشفون في كل يوم جديد أن أحلامهم لم تعد أكثر من خيال مظلم فكيف يمكن لعالم أن ينام بسلام

بينما تقتلع أشجار الأمل من أرض تحت أقدامهم كيف يمكن أن يستمر الصمت الدولي في مواجهة جرائم ترتكب بحق المدنيين العزل دون أي رادع أو ضمير إنسانية مفقودة في زمن بات فيه كل شيء مسموحا تحت ذريعة الحرب

وسط هذا الكابوس المترامي الأطراف يتعالى صوت الضحايا برغم كل شيء يحاولون إخبار العالم بأن ما يحدث ليس مجرد أحداث عابرة بل هو فصل من فصول التاريخ الإنساني المظلم الذي يجب أن ينتهي بدلاً من أن يستمر في إراقة دماء الأبرياء

أما نحن فنقف على حافة الهاوية نراقب المآسي تتوالى وقلوبنا تشتعل حسرة وعجزا أمام مأساة لا يمكن تحملها

تلك الغارات الجوية التي لا تفرق بين الأطفال والنساء لم تكن مجرد قصف عشوائي بل كانت رسالة ترسلها آلة الحرب للمدنيين مفادها أنهم في مرمى النيران

وأن لا مكان للرحمة في قلوب من يتخذون من الدمار وسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية والاقتصادية إن ما يحدث في غزة ولبنان يضع ضغوطا متزايدة على العلاقات الإقليمية والدولية ويؤشر على احتمالات تصعيد أكبر يمكن أن يجر المنطقة بأسرها إلى دوامة جديدة من العنف والدمار

إن ما يجري اليوم هو نداء إنساني يصرخ في وجه العالم ليتحرك ضميره ويعمل على إيقاف نزيف الدماء وفتح آفاق السلام التي أصبحت بعيدة المنال يبدو أن واقعنا لم يعد يحتمل المزيد من الفوضى والجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية

وأصبح من الضروري أن تتحرك الدول والمنظمات الدولية بشكل عاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات التي طالت كل شيء جميل في هذه الحياة

فإن الصورة القاتمة التي يرسمها هذا المشهد تحتاج إلى أكثر من مجرد كلمات تعبر عن الأسى بل تتطلب فعلا حقيقيا يستند إلى قيم العدالة والكرامة الإنسانية

فهل سيتحرك العالم قبل فوات الأوان أم سيظل صامتا أمام هذه المأساة التي تترك آثارها العميقة على حاضرنا ومستقبلنا جميعا

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى