الاحتلال الإسرائيلي يستخدم القصف الجوي ضد المدنيين في مخيم طولكرم: تجديد للأساليب العسكرية وتصعيد في الشأن الفلسطيني
أكد المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع أن الغارة الجوية التي استهدفت مخيم طولكرم يوم الخميس الماضي، وأسفرت عن استشهاد 18 فلسطينياً، ليست الأولى من نوعها في الضفة الغربية، لكنها تعكس تطوراً غير مسبوق في أسلوب الاحتلال. وأشار مناع إلى أن هذه الغارة تعتبر بداية لمرحلة جديدة من الاعتداءات، والتي تنذر بتكرار المجازر على غرار ما يحدث في قطاع غزة منذ عام. وهو ما يضيف بعداً مقلقاً للأحداث الجارية في المنطقة، حيث سبق لمناع أن نبه إلى خطورة هذه السياسة التي تدلل على تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية واستخدامها لطائرات حربية ضد أهداف مدنية.
ولفت مناع إلى أن استهداف المخيمات بالضفة لطالما كان عبر أدوات غير جويّة، مثل الطائرات المسيّرة، لكن منح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الطائرات الحربية الضوء الأخضر لزيادة عمليات القصف يعد بمثابة تصعيد غير مسبوق لم يره الفلسطينيون منذ “انتفاضة الأقصى”.
وأوضح أن جيش الاحتلال بات يعتمد على سلاح الجو كوسيلة للحماية من المقاومة البرية، حيث أصبحت الضفة الغربية تشهد ازدياد عمليات الاغتيال، مما يدل على تزايد القلق الإسرائيلي من تطور قدرات المقاومة. وأكد مناع أن “المقاومين يحاولون التشويش على الطائرات من خلال وسائل بسيطة مثل نصب الشوادر، وهي إجراءات أثبتت فعاليتها في العديد من المناطق”.
وصرح أحد المقاومين من مخيم طولكرم، بعد المجزرة، قائلاً: “المقاومة مستمرة، لن تستطيع إسرائيل كسرنا، على الرغم من كل الأساليب التي تستخدمها”. وأوضح أن الاحتلال يسعى لتكتيك جديد يشبه ما يحدث في غزة لكن بحجم أصغر، مستفيداً من انشغال العالم بأزمات أخرى.
وفي ختام حديثه، أكد مناع أن إسرائيل لم تعد تأخذ بعين الاعتبار الانتقاد الدولي أو الإقليمي، وتعتقد أنها تتمتع بحرية العمل في تصعيد عدوانها. وتابع بقوله “لا يوجد ضغط حقيقي على إسرائيل، وكل الانتقادات موجهة إلى أفراد أو جماعات وليس إلى الدولة نفسها”.