أزمة تطوير التعليم في أسيوط: إهمال يهدد مستقبل الأجيال
تواجه مدارس أسيوط أزمة تعليمية حادة تثير القلق بشأن مستقبل الأجيال القادمة، إذ تفتقر إدارة التعليم إلى أي متخصص للتطوير منذ أبريل الماضي.
وكان هذا الدور محورياً في تنظيم التحويلات الإلكترونية وإدارة برامج الدعم الاجتماعي مثل تكافل وكرامة، مما يجعل غياب هذا المختص بمثابة كارثة على العملية التعليمية.
مدرسة القناطر الإعدادية بنين تُعاني بشكل خاص من هذه المشكلة، حيث أُعيدت الأمور إلى حالة من الفوضى في ظل غياب الإشراف اللازم.
حيث كانت هذه الوظيفة أساسية، إذ كان يشغلها الشخص الذي يمثل العمود الفقري للمدرسة، ويدير التحويلات الإلكترونية، وبرامج تكافل وكرامة، فضلاً عن تيسير أمور الطلاب المعفيين من المصروفات.
ومع عدم وجود بديل لمعلمة الدراسات التي نصحها الطبيب بعدم الحركة لظروف صحية خاصة، تفاقمت الأزمة بشكل غير مقبول. لقد باتت المدارس في حالة من الفوضى، مما ينعكس سلبًا على جودة التعليم وأداء الطلاب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم وجود بديل لمعلمة الدراسات، التي نُصحت بعدم الحركة لظروف صحية، يزيد من تفاقم الوضع، مما يترك الطلاب بلا دعم أكاديمي كافٍ.
علاوة على ذلك، تواجه المدرسة نقصًا حادًا في المعدات الأساسية، مثل الأثاث الحديدي، حيث يحتاج الطلاب إلى ديسكات يمكن صنعها من الأخشاب، وهو ما يُفترض أن يتم توفيره قبل بداية العام الدراسي.
ورغم التوقعات بأن تعمل الجهات المسؤولة على معالجة هذه الأزمات، إلا أن ذلك لم يحدث، مما يُظهر عدم الاهتمام الكافي بمؤسسات التعليم في المناطق النائية.
الأكثر إثارة للدهشة هو تفضيل إدارة التعليم للمدارس التي يزورها المسؤولون، مثل مدارس ناصر الإعدادية والوحدة العربية وخديجة يوسف، على حساب مدارس في الأحياء الفقيرة والقرى، التي تُركت تواجه مصيرها المجهول.
مما يعكس سياسة تهميش واضحة وإن هذا التهميش لا يمكن أن يُعتبر مجرد إهمال؛ وهذا النوع من الإهمال لا يمكن أن يُعتبر مجرد خطأ، بل يُعد جريمة في حق الأجيال القادمة التي تستحق بيئة تعليمية أفضل.
الوضع الراهن يتطلب استجابة فورية وحاسمة، فكيف يمكن للأجيال الجديدة أن تبني مستقبلها في ظل هذه الظروف المأساوية؟ إن ما يحدث في أسيوط هو نداء ملح لجميع المعنيين بقطاع التعليم.
يجب أن يُعتبر التعليم حقاً أساسياً لكل طفل في كل مكان، بغض النظر عن ظروفه أو موقعه الجغرافي. إذا استمر هذا الإهمال، فلن يكون هناك مجال لتحقيق الطموحات والأحلام، مما سيُحتم على الأجيال القادمة مواجهة تحديات أكبر.