مجلس السلم والأمن الأفريقي يناقش الوضع في السودان
بدأ وفد رفيع من مجلس السلم والأمن الأفريقي اجتماعات مع مسؤولين سودانيين لبحث سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 شهرًا. في الوقت نفسه، كشف المبعوث الأمريكي توم بيريللو عن جهود لإدخال قوات أفريقية لحماية المدنيين.
خلال اجتماع في نيروبي، أبلغ بيريللو ممثلي المجتمع المدني السوداني عن اتصالات مع الاتحاد الأفريقي لنشر قوات حفظ سلام. عبر عن استيائه من تصاعد القتال وتدهور الوضع الإنساني، محملًا الجيش مسؤولية فشل الحل السلمي وملمحًا إلى تأثير جماعة الإخوان المسلمين على قرارات الجيش.
تأتي هذه التطورات وسط محاولات لإعادة طرفي النزاع إلى المفاوضات. أدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص. رغم طرح 10 مبادرات دولية وإقليمية لوقف الصراع، لم تنجح أي منها حتى الآن.
يستبعد المراقبون إمكانية تحقيق اختراق في المفاوضات في ظل استمرار القتال في الخرطوم ودارفور. يُعزى فشل الجهود السابقة إلى تعدد المنابر، وعدم رغبة بعض الأطراف في تحقيق السلام، إضافة إلى ضغوط جماعة الإخوان المسلمين الرافضة لوقف الحرب.
مجلس الأمن يمدد العقوبات على السودان وسط تصاعد الأزمة الإنسانية
قرر مجلس الأمن الدولي تمديد العقوبات المفروضة على السودان لمدة عام إضافي، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وتزايد أعداد ضحايا الصراع من المدنيين.
يأتي هذا القرار في وقت وصلت فيه الأزمة السودانية إلى طريق مسدود، حيث يعاني أكثر من 25 مليون شخص من الجوع. ويشير المراقبون إلى احتمالية اللجوء لتدخل خارجي لحماية المدنيين، مع ترجيح أن يكون هذا التدخل أفريقياً تحت مظلة الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، يتوقع السفير الصادق المقلي أن يواجه أي مشروع قرار داخل مجلس الأمن معارضة من الصين أو روسيا. ومع ذلك، يشير إلى إمكانية اللجوء إلى خيار “التدخل الإنساني” في حال وجود اعتراض، والذي يمكن تنفيذه عبر تحالف دولي إقليمي.
وقال السفير المقلي: “في ظل التعقيدات المتوقعة داخل مجلس الأمن الدولي، قد يكون التدخل الإنساني الخيار الأكثر واقعية لحماية المدنيين في السودان.”
الاتحاد الأفريقي و”إيغاد” يطرحان خطة من 6 نقاط لحل أزمة السودان
أعلن الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) عن خطة شاملة من ست نقاط تهدف إلى حل الأزمة السودانية المتفاقمة.
تتضمن الخطة المقترحة عدة إجراءات حاسمة، بما في ذلك وقف إطلاق النار بشكل دائم، ونزع السلاح في المناطق الحضرية، وإبعاد قوات أطراف النزاع عن المدن لمسافة 50 كيلومترًا. كما تشمل الخطة نشر قوات أفريقية لحماية المنشآت الاستراتيجية، ومعالجة الأزمة الإنسانية، وإطلاق عملية سياسية للتوصل إلى حل نهائي للأزمة.
وقال مصدر مسؤول في الاتحاد الأفريقي: “نحن ملتزمون بدعم السودان في هذه المرحلة الحرجة. هذه الخطة تمثل مسارًا واضحًا نحو السلام والاستقرار، ونحث جميع الأطراف على التعاون لتنفيذها.”
من جانبه، صرح ممثل عن “إيغاد” قائلاً: “الوضع في السودان يتطلب تحركًا عاجلاً وحاسمًا. نعتقد أن هذه الخطة توفر إطارًا شاملاً لمعالجة الأزمة من جذورها وبناء مستقبل أفضل للشعب السوداني.”
تأتي هذه المبادرة في وقت حرج، حيث يواجه السودان تحديات أمنية وإنسانية متزايدة. ويأمل المجتمع الدولي أن تساهم هذه الخطة في تهدئة التوترات وفتح الباب أمام حوار بناء بين جميع الأطراف المعنية.