الدكتور أيمن نور يكتب : مهما كُنت محبا ومحبوبا من النّاس ستجد مريضاً يكرهك بلا سبب؟!
سألني غير مرة بعضا من متابعيني عليX
لماذا يكرهك نفر من الناس بينما يحبك غيرهم
واحمد الله عندما اكتشف ان معظم السائلين يشيرون لشخصين من المحامين، احدهما محامي كبير والآخر صغير
وأسأل نفسي :- من يمدحون ؟ كي احزن مما به علي يتقولون؟! اؤمن دائما ان الأرواح تتلاقى -احيانا-وتتباين المشاعر، في أحيان أخرى.
وهنا يبرز سؤال يراودني: كيف يمكن أن يكرهنا بعض الناس دون سبب واضح،
رغم محبتنا من قبل الآخرين؟
إن هذه الظاهرة، تبدو للوهلة الأولى غامضة، تدعونا للتأمل في عمق النفس البشرية وتعقيداتها. يُقال إن المحبة جسرٌ يربط بين القلوب، لكن هناك من يسعى -بالفطرة- لتدمير كل جسوره مع الاخرين بفعل مرض الكراهية المتأصل في نفوسهم.
قد يكون السبب السابق غريبًا أو حتى غير منطقي، ولكنها الحقيقة التي لا مفر منها. فبينما نجد أنفسنا محاطين بأحبائنا،
تظل أصوات الكراهية تتردد في زوايا مظلمة من قلوب بعض الناس، كظلال لا تتركنا أبداً. الكراهية مرضٌ ينخر في كيان الإنسان، يجعل روحه أسيرة لأفكار سلبية ومؤلمة.
فبدلاً من الانفتاح على الحب، يختار هؤلاء أن يعيشوا في ظلام الحقد والغيرة. إنهم يعبّرون عن قلقهم من نجاح الآخرين، ويتمنون زوال النور الذي يشع من قلوبهم. وهنا، تبدوا الكراهية- ليست فقط – شعورًا، وجدانيا،
بل هي قيد يُكبّل الروح ويمنعها من تجربة جمال الحياة. لكن كيف يمكننا أن نتعامل مع هؤلاء؟ علينا أن نتذكر أن محبة الناس ليست دائما مرآة تعكس قيمتنا، بل هي تعبير عن القلوب الطيبة التي تفتح أبوابها للآخرين.
أو تلك القلوب الموصدة، التي لا نستطيع تغيير لونها ، بينما يمكننا أن نكون -لغيرها-مصدرًا للنور، في وجه احلك الظلمات.
فالأرواح المشرقة، فقط هي التي تستطيع تحويل الكراهية إلى فهم،والعداء إلى تسامح.
مواجهة الكراهية تتطلب شجاعةً عظيمة، فليس من السهل أن نحب من يكرهنا. لكن في النهاية، نحن نعيش في عالم متنوع مليء بالألوان والأشكال وبالامراض والمرضى. عندما نختار الحب، نختار أن نكون على الجانب الصحيح من الحياه ،
أن نكون ملاذًا للذين يبحثون مثّلنا،عن الحب و الأمان ، والقبول. دعونا نُحسن التعامل مع (مرضانا) ،مع ظلال الكراهية، ونستمر في إشعال فتيل المحبة في قلوبنا. الحياة قصيرة،
ومن الأجدر بنا أن نستثمرها في بناء جسور المحبة بدلاً من حواجز ومتاريس الكراهية. المحبة هي النور الذي يضيء دروبنا، اما الكراهية فهي مجرد ظلال لا تلبث أن تذوب أمام سطوع شمس الحقيقة
قصة صادمة
لدي قصة ذات صله وقعت في منتصف الثمانينيات ..
حيث كنت عائدا ضمن وفد صحفي بعد زيارة عمل للعراق وقت صدام ويضم الأستاذ سمير رجب والأستاذ مكرم محمد أحمد والأستاذ محفوظ الأنصاري والأستاذ محمد عامر وصلنا لمطارالقاهرة بعد منتصف ليل القاهرة،
وبعد رحلة عمل مضنية استمرت لساعات استبد بنا جميعا الشعور بالجوع فقررنا الذهاب إلى أحد المطاعم ناحية نادي الزمالك حيث كانت هناك عدة مطاعم معروفة وقتها بالسهر المطعم الذي دخلنا إليه بالصدفة كان مملوك للاعب كرة القدم- الدولي الشهير- علاءالحمولي والذي تصادف وجوده وقتها بالمطعم،
ومن فرط كرم ضيافة علاء الحامولي لنا، قام بنفسه ليسجل الطلبات للطعام، لكل واحد من الحضور.
وعندما وصل الرجل الذي تجاوز الخمسين للأستاذ مكرم محمد أحمد فجأة- قال له الأستاذ مكرم امسح الطاولة ” يا بني ” أولا انسحب الحامولي -بلطف شديدا مرسلا أحد العاملين لتنفيذ طلب الأستاذ مكرم وفورا حاولنا أن نوضح للأستاذ مكرم أن هذا الرجل هو اللاعب الشهير، والنجم علاء الحمولي،
(الذي تصورنا في البداية أنه أنه لا يعرفه) لذا؛ تعامل معه بهذه الطريقة…
لكن المفاجأة أنه قال:- أعرف إنه هو علاء الحامولي!! مضيفا:-
بلدنا كلها وأنا صغير- خرجت لاستقبال هذا ال……. بعد عودته من أولمبيات ١٩٥٢ أثناء وجوده في قطار كان على على البلد (يقصد قريته) مضيفا:-
من هذا الكي نخرج جميعا للتصفيق والتهليل له؟!!!! ثم صمت الأستاذ مكرم وسط حالة من الوجوم والذهول أصابت الجميع
من سلوك الأستاذ مكرم- المهين- لرجل كبير، ونجم شهير،
لم يفعل شيء غير محاولة الترحيب بنا!!
والصدمة الأكبر كانت من هذا التفسير الذي ساقه لتبرير هذا الموقف ‼️