محمد رمضان: صقر الأهلي يعود بقوة بعد السقوط في السوبر الأفريقي
في أعقاب الهزيمة المدوية التي تعرض لها النادي الأهلي في نهائي السوبر الأفريقي أمام غريمه التقليدي الزمالك، اتخذت الإدارة الحمراء خطوة جريئة تعكس تصميمها على العودة للواجهة.
حيث تم تعيين محمد رمضان، النجم السابق للفريق، مديرًا رياضيًا لفريق الكرة الأول، مع منح صلاحيات واسعة تجعله في قلب الأحداث.
وتأتي هذه الخطوة بعد استقالته من لجنة التخطيط، في إشارة إلى رغبة الأهلي في إعادة ترتيب أوراقه وبناء خطة جديدة تتناسب مع طموحات جماهيره العريضة.
المسيرة الكروية: من الترسانة إلى قمة المجد
تبدأ قصة محمد رمضان كلاعب في عام 1990 عندما انضم إلى الأهلي بعد فترة قضاها في نادي الترسانة. في تلك السنة،
وعلى الرغم من أن الأهلي فشل في التتويج بلقب الدوري، إلا أن رمضان خطف الأضواء بإحرازه لقب هداف الدوري برصيد 14 هدفًا. كان من الواضح أن هذا اللاعب يحمل طموحات كبيرة، وأنه كان له دور بارز في تشكيل تاريخ النادي.
في موسمه الأول مع الأهلي، ساهم رمضان بشكل كبير في فوز الفريق بلقب كأس مصر، حيث أظهر مهاراته الفائقة بتسجيل أهداف حاسمة،
بدءًا من ربع النهائي ضد الاتحاد السكندري، مرورًا بتألقه أمام الزمالك في نصف النهائي، وصولًا إلى هدفه في النهائي ضد أسوان. لقد كان موسمًا استثنائيًا بدأ معه رحلة المجد.
ومع بداية الموسم الثاني، واصل محمد رمضان التألق بتسجيله 11 هدفًا آخر في الدوري، ليقود الأهلي إلى الحفاظ على لقبه في كأس مصر للعام الثاني على التوالي.
ورغم تراجع أدائه في الموسم الثالث، حيث سجل 9 أهداف فقط، إلا أنه حقق مع الأهلي العديد من البطولات، بما في ذلك كأس أفريقيا لأبطال الكؤوس.
ومع نهاية موسم 1993-1994، وتحديدًا بعد فوز الفريق بلقب الدوري، قرر رمضان اعتزال كرة القدم، ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته كمدير إداري.
في المحصلة، سجل محمد رمضان في الدوري المحلي 84 هدفًا، بواقع 44 هدفًا مع الأهلي و40 هدفًا مع الترسانة.
كما كانت له تجربة دولية مميزة، حيث شارك في تصفيات كأس العالم 1990، إلا أن الحظ لم يحالفه للظهور في النهائيات، حيث استبعده المدرب محمود الجوهري.
خطواته الإدارية: من الأكاديمية إلى قيادة الكرة
بعد اعتزاله، اتجه محمد رمضان للعمل الإداري، حيث تولى إدارة أكاديمية الأهلي، ليكون بذلك جزءًا من أحد أهم مشاريع النادي في تطوير المواهب.
لم يتوقف عند هذا الحد، بل خاض تجربة جديدة كمشرف على الكرة في نادي المقاولون العرب، مما أضاف إلى خبراته ومهاراته الإدارية.
ثم انضم رمضان إلى لجنة التخطيط بالنادي الأهلي تحت رئاسة مختار مختار في أغسطس 2024، حيث كان له دور بارز في تطوير استراتيجيات النادي.
ومع ذلك، اختار الاستقالة مؤخرًا ليكون أكثر قربًا من الفريق كمدير لكرة القدم، الأمر الذي يعكس التزامه القوي بالنجاح وتحقيق البطولات.
تحديات المستقبل: عودة الأهلي إلى القمة
مع تعيين محمد رمضان، تبدو الآمال كبيرة في قدرته على إعادة النادي الأهلي إلى سكة الانتصارات. يمتلك رمضان خبرة واسعة في عالم الكرة، وقدرته على قراءة المباريات وفهم احتياجات الفريق ستساهم بلا شك في تطوير الأداء وتحقيق النتائج المرجوة.
في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها الأهلي، بدءًا من العودة إلى المنافسة على الألقاب، وصولًا إلى معالجة نقاط الضعف التي أظهرتها المبارايات الأخيرة، فإن إدارة النادي تعتمد على رؤية رمضان وخبراته.
يشهد التاريخ أن الأهلي يحتاج إلى قيادات قوية تؤمن بتجديد الطموحات، ورمضان هو أحد تلك الأسماء التي تحمل في جعبتها الكثير من الأفكار والمبادرات.
الكلمة الأخيرة
يبدو أن محمد رمضان، بهذا التعيين، يعيد إحياء روح الأهلي ويُشعل فتيل الأمل في قلوب جماهيره. كل الأنظار الآن متوجهة نحوه،
ليرى الجميع كيف سيقود الفريق نحو مجد جديد، خاصة بعد الأوقات العصيبة التي مرت بها المؤسسة العريقة. من الواضح أن الأهلي يسير بخطى واثقة نحو المستقبل، بفضل رجل يعرف جيدًا معنى الشغف والانتصار.
سيتعين على محمد رمضان أن يُثبت قدرته على الابتكار، وأن يكون قائدًا حكيمًا يملك القدرة على إدارة الأزمات وبناء فريق قوي. لأن الأهلي، كما يُقال، ليس مجرد نادٍ، بل هو روحٌ وحياةٌ وجماهيرٌ تتوق للفوز.