حوادث وقضايا

وفاة طالبة طب الإسكندرية: انتحار أم جريمة قتل مروعة

سقطت الطالبة سهيلة نصر حسن، البالغة من العمر 23 عامًا، من الطابق الثامن من أحد مباني سكن الطالبات في جامعة الإسكندرية في جريمة غامضة أثارت الكثير من الجدل والصدمة.

ورغم التقارير المتضاربة حول أسباب وفاتها، إلا أن الحقيقة المرعبة لا تزال تلوح في الأفق، وسط اتهامات وعواصف من الشكوك تحيط بالحادثة.

تتحدث الأسابيع الأخيرة عن مآسي كثيرة، ولكن قصة سهيلة تبرز كواحدة من أكثرها إثارة للقلق. مع اختفائها المفاجئ، أصبح الجميع يتساءل هل أقدمت على إنهاء حياتها نتيجة ضغوط أكاديمية، أم كانت ضحية لجريمة قتل؟

ردود الأفعال تتراوح بين الحزن والغضب، حيث اتهمت أسرتها ثلاث فتيات زميلات لها بالتورط في مقتلها، مدعين أنهن استدرجنه إلى المبنى ثم ألقوا بها من الطابق الثامن بعد مشاجرة.

“أختي لم تمت بإرادتها، بل كان ذلك بفعل فاعل!”، بهذه الكلمات صرخت مشيرة نصر، شقيقة الضحية، في منشور على فيسبوك، مؤكدة أن الطب الشرعي قد أظهر أدلة على وجود شبهة جنائية.

وبالفعل، تشير تفاصيل الحادث إلى ملابس ممزقة وهاتف مهشم عُثر عليه بجوار جثتها، مما يعزز فرضية وقوع شجار قبل سقوطها الدامي.

لم يكن الأمر سهلاً على الأسرة، التي سعت جاهدة لتوضيح ملابسات الحادث. في الوقت الذي تداولت فيه شائعات حول الحالة النفسية لسهيلة بسبب رسوبها في بعض المواد الدراسية،

وتواصلت الضغوط على الأسرة من قبل الأصدقاء والمعارف للمطالبة بالعدالة. “لن نتوقف حتى نأخذ حقها”، هكذا صرخ شقيقها عبر وسائل التواصل، داعيًا الجهات المعنية للتدخل بشكل عاجل.

بينما تتابع جامعة الإسكندرية الأحداث عن كثب، نفت إدارة المدن الجامعية أن تكون الطالبة مقيمة في السكن الجامعي، مما يثير تساؤلات عديدة حول سبب وجودها هناك في ذلك الوقت.

وكانت سهيلة تعيش في منطقة محرم بك، ولم تكن تزور السكن إلا نادراً، وهو ما يضيف بُعدًا آخر من الغموض إلى القضية.

مع تصاعد القلق، بدأت الجهات الأمنية تحقيقاتها الموسعة. وعثرت السلطات على جثة سهيلة ملقاة على الأرض، وعليها آثار إصابات بالغة.

وتم استدعاء الشهود واستجوابهم، حيث أفاد البعض بأنهم لم يتوقعوا سقوطها، مؤكدين أنها كانت طالبة موهوبة ومحبوبة.

“حقها لن يضيع”، هذا ما أكده رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في حين تسود حالة من الفوضى في الساحة العامة.

ويتزايد النقاش حول قضايا العنف ضد النساء داخل الحرم الجامعي، مما يسلط الضوء على وضع التعليم العالي في مصر.

تتجه الأنظار الآن نحو تحقيقات النيابة العامة، حيث يُنتظر نتائج تشريح الجثة وفحص كاميرات المراقبة التي قد تكون هي المفتاح لفك شيفرة هذا اللغز. هل ستنجح الأجهزة الأمنية في كشف خيوط الجريمة، أم ستظل القضية محاطة بغموض قاتل؟

وبينما تندلع الدعوات للعدالة، يبقى الحزن يهيمن على قلوب أسرة سهيلة وأصدقائها. قصتها تطرح أسئلة مؤلمة حول السلامة والأمان في أماكن التعليم،

وما إذا كان بالإمكان استعادة العدالة في عالم قد يبدو أحيانًا قاتمًا. لن تُنسى سهيلة، وستظل تُذكر كرمز للألم والبحث عن الحقيقة في وجه الظلم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى