في قلب العاصفة: أمريكا وإسرائيل وأزمة لبنان تشتعل
في خضم تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة، أكدت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، أن الولايات المتحدة الأميركية لم تشارك في العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تركزت على لبنان.
ورغم هذا الموقف، أبدت الولايات المتحدة قلقها العميق إزاء تصاعد العنف، حيث أكدت سينغ أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قد حثّ نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، على ضرورة حماية المدنيين خلال أي عمليات عسكرية.
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج، حيث تجددت الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مناطق مأهولة بالسكان، مما يعكس مدى الاضطراب الذي تشهده المنطقة.
والتقارير تشير إلى أن هذه الغارات تركزت على مناطق مثل الليلكي والمريجة والرويس وبئر العبد، وهي مناطق قريبة من مطار بيروت الدولي، مما يرفع من حدة المخاطر على المدنيين ويزيد من حالة القلق الدولي.
دعت الحكومة الإسرائيلية إلى إخلاء بعض المباني في الضاحية الجنوبية بشكل عاجل، وهو ما يزيد من توتر الوضع في لبنان ويعكس نوايا إسرائيل في التصعيد.
وفي الوقت نفسه، أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات صارمة لسكان الجليل الأعلى بالبقاء بالقرب من المناطق المحمية، مما يعكس حجم التهديدات المحتملة التي يتوقعها الجانب الإسرائيلي.
من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالتهديدات المحتملة من حزب الله، أكدت سينغ أن حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، “يستحق المحاسبة”.
ومع ذلك، أضافت أن الولايات المتحدة تسعى إلى خفض التوتر وتجنب نشوب حرب شاملة. هذا التصريح يعكس التحديات التي تواجهها واشنطن في محاولة الحفاظ على استقرار المنطقة في ظل تصاعد العمليات العسكرية والتهديدات المتبادلة.
فيما يتعلق بالسياسة الأميركية، شددت سينغ على أن الولايات المتحدة تحتفظ بحق الدفاع عن النفس ضد أي هجمات قد تستهدف قواتها من قبل وكلاء إيران.
وهذا يعكس موقفاً واضحاً بأن أمريكا لن تتوانى عن الرد على أي هجوم يُستهدف مصالحها، مما يجعل الموقف أكثر تعقيدًا ويضع المنطقة في دائرة الخطر.
تعتبر الأحداث الحالية بمثابة إشارات إنذار تدق في أروقة السياسة الدولية، حيث تشتد الضغوط على جميع الأطراف المعنية.
وعلى الرغم من محاولات الولايات المتحدة للدعوة إلى الحوار والمفاوضات، إلا أن الأوضاع على الأرض تشير إلى أن الحلول السلمية لا تزال بعيدة المنال.
وفي سياق متصل، تراقب العديد من دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية والعربية، الوضع المتدهور في لبنان بقلق متزايد.
إذ إن الأحداث الأخيرة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والنزاعات الإقليمية، مما يستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قد حصلت على موافقة الحكومة المصغّرة لتنفيذ عملية برية “محدودة” في لبنان، وهو ما يزيد من مخاوف التصعيد العسكري.
وهذه الخطوة تعتبر بمثابة تصعيد خطير في نزاع طال أمده، وقد تفتح الأبواب على مصراعيها أمام تصعيدات أكبر وأعنف.
في خضم هذا الصراع المعقد، يبقى السؤال الأهم: هل ستمتلك الأطراف القدرة على تهدئة الأوضاع والتوجه نحو الحوار، أم أن التصعيد العسكري سيظل هو الخيار الأوحد؟
وفي ظل كل هذه المعطيات، يبدو أن المنطقة مهددة بمزيد من الاضطراب، مما يستدعي ضرورة العمل على إيجاد حلول سريعة وفعالة.
تجسيدًا للقلق الدولي، تستمر التحذيرات من تداعيات هذه العمليات العسكرية على المدنيين، إذ يتزايد عدد الضحايا والمشردين في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية. إن التصريحات الأميركية تهدف إلى تخفيف حدة التوتر، ولكنها تواجه تحديات كبيرة على الأرض.
إذاً، تبقى الأنظار متجهة نحو لبنان، حيث يتزايد القلق من أن يتحول هذا النزاع إلى أزمة أكبر تتجاوز حدود لبنان لتشمل المنطقة بأسرها.
وإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير المنطقة، وسط المخاوف من أن يؤدي التصعيد العسكري إلى حرب شاملة.
والأمل يبقى معقودًا على حكمة القادة وقدرتهم على تجاوز الأزمات، ولكن مع تصاعد الأحداث، يبدو أن الاحتمالات تزداد سوءًا.
لبنان على شفا حفرة من المجهول، والتحديات التي تواجهها المنطقة تتطلب استجابة عاجلة، فهل ستستجيب الأطراف المختلفة للنداءات الدولية، أم ستظل المصالح الذاتية هي الطاغية؟