تحذير عالمي: إنذار خطير من الأمم المتحدة بشأن تصعيد محتمل في لبنان
في تحذير يثير قلقًا عميقًا، حذرت الأمم المتحدة، اليوم، إسرائيل من مغبة شن هجوم بري قد يكون وشيكًا ضد لبنان.
ويأتي هذا الإنذار في وقت تتصاعد فيه التوترات بشكل غير مسبوق، مما يزيد من المخاوف من أن الحرب قد تشتعل في منطقة لا تحتمل المزيد من الدمار.
ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أكد بشدة: “لا نريد أن يحدث أي غزو بري”.
وفي تصريحاته، التي جاءت عقب تقارير أمريكية تفيد بأن الهجوم قد يبدأ في أي لحظة، أضاف دوجاريك: “ندرك تمامًا العواقب الوخيمة التي ستنجم عن حرب شاملة في لبنان،
وما ستخلفه من دمار لكل من شعبي إسرائيل ولبنان”. إن هذه الكلمات تبرز حجم الكارثة الإنسانية التي قد تتوالى إذا ما قررت إسرائيل التصعيد.
تتواجد حاليًا نحو عشرة آلاف جندي من قوات الأمم المتحدة على الحدود بين الدولتين، وذلك ضمن بعثة مراقبي الأمم المتحدة المعروفة بـ “يونيفيل”.
لكن الوضع على الأرض مقلق للغاية، حيث تتعرض هذه القوات لضغوط هائلة، مما يعيق قدرتها على أداء مهامها الأساسية.
ودوجاريك أشار إلى أن القوات الأممية لا تزال في مواقعها، لكنها مقيدة بحركة غير مسبوقة بسبب القصف العنيف المستمر من الجانبين. هذا الأمر يعكس حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، حيث لم يعد بإمكانهم القيام بمراقبة فعالة لوقف إطلاق النار.
الموقف يزداد تعقيدًا، حيث تُعد الأمم المتحدة الآن خططًا لإرسال المساعدات الإنسانية في حال حدوث غزو. وقد طلبت من الدول الأعضاء توفير أموال إضافية لمواجهة الأوضاع المتردية التي يمر بها نحو مليون شخص تأثروا بالأزمة المتفاقمة.
وهذه الإحصائية تعكس بشاعة الموقف، إذ إن الكثيرين يعيشون في حالة من الذعر، ويفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.
الصورة العامة للأحداث في لبنان تزداد سوءًا، حيث إن أي تصعيد عسكري قد ينذر بدخول المنطقة في حلقة مفرغة من العنف.
فالأبعاد الإنسانية للصراع تكاد تكون غير قابلة للتصور، مما يجعل من الضروري على المجتمع الدولي التدخل الفوري والعمل على منع التصعيد.
الأمم المتحدة، التي لطالما كانت طرفًا في جهود السلام، تجد نفسها في موقف حرج. فالتوترات الراهنة تهدد بفتح أبواب جهنم ليس فقط على لبنان، بل على المنطقة بأسرها.
فهل سيبقى العالم مكتوف الأيدي بينما يتصاعد خطر اندلاع حرب جديدة، أم سيتخذ خطوات حقيقية لمنع هذه الكارثة المحتملة؟
التحذيرات الأممية تأتي في وقت يشهد فيه الوضع في لبنان تدهورًا سريعًا، مما يزيد من شعور الخوف والفزع بين سكانه.
والأرقام تشير إلى تزايد أعداد النازحين والمشردين، والأزمة الإنسانية تتفاقم كل يوم. هذا الواقع المرير يدعو الجميع إلى العمل بجدية لمواجهة العواقب المحتملة.
فالأمم المتحدة ليست وحدها في هذا التحدي. هناك حاجة ملحة لتحرك دولي موحد يضمن عدم تفجر الأوضاع. إن النداءات للحوار والتفاوض تبدو أكثر أهمية من أي وقت مضى. وبدون ذلك، ستظل المنطقة رهينة لصراعات مستمرة.
ويجب أن ندرك جميعًا أن تكرار الأخطاء السابقة لن يحل المشكلات، بل قد يؤدي إلى تفاقمها. نحن أمام مفترق طرق حقيقي، وأي خطوة خاطئة قد تقودنا إلى عواقب لا يمكن تخيلها.
ويجب أن تتحمل الدول الكبرى مسؤولياتها وتضغط على الأطراف المعنية للجلوس على طاولة المفاوضات، بدلًا من انتهاج سياسة التصعيد.
لقد حان الوقت لتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته والعمل بجدية على منع انفجار الأوضاع في لبنان، قبل فوات الأوان. إن مستقبل المنطقة يعتمد على القرارات التي ستُتخذ الآن. لن تكون هناك فرصة للتراجع، فكل لحظة تمر قد تقربنا من الكارثة.