لبنان على حافة الانفجار: التصعيد العسكري يهدد مستقبل الأمة
في ظل تصاعد الأزمات وتزايد الضغوط، يعيش لبنان مرحلة دقيقة وحرجة، حيث تتجه الأنظار نحو ما يجري على الحدود مع إسرائيل.
والتقارير الواردة من موقع أكسيوس الأمريكي تشير إلى توافق بين البيت الأبيض وإسرائيل حول إجراء عملية عسكرية محدودة، تقتصر على المناطق الحدودية، لكن ما خلف الكواليس قد يحمل ما هو أكثر من مجرد مناوشات.
تشير المعلومات إلى أن الولايات المتحدة تعكف على دفع جهود دبلوماسية تهدف إلى وقف إطلاق النار، مما يتيح للمدنيين العودة إلى بيوتهم بعد نزوحهم نتيجة القصف المستمر.
ولكن في الوقت نفسه، تصر الإدارة الأمريكية على أن إسرائيل تواصل تنفيذ عمليات تستهدف بنية حزب الله التحتية، وهو ما يشير إلى أن الأمر ليس مجرد جولات محدودة، بل ربما هو بداية لشيء أكبر.
طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يشير إلى أن إسرائيل لن تكتفي بعمليات موضعية، بل تتجه نحو تنفيذ عملية عسكرية شاملة في جنوب لبنان.
وهو يحذر من أن التصعيد قد يتجاوز الحدود المتوقعة، مؤكدًا أن الوضع قد يتغير بشكل جذري بعد دخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة. هدفها الأساسي، وفق فهمي، هو تحقيق الأمن الكامل للحدود الإسرائيلية من تهديدات حزب الله.
من جهة أخرى، لا يخفي فهمي مخاوفه من قدرة حزب الله على الرد. فهو يعتقد أن الحزب في مأزق، ينتظر التعليمات من إيران، التي تواجه بدورها ضغوطًا داخلية وخارجية.
والوضع الحالي قد يحد من قدرة حزب الله على استعادة قوته، ويجعل خياراته بين السيء والأسوأ. وهذا ما يدفع الحزب إلى اتخاذ مواقف متحفظة، على الرغم من أن خطاباته تميل إلى الوعود بالتصدي.
في إطار هذا التصعيد، يبرز نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، كصوت يدعو إلى التهدئة، حيث أكد خلال لقائه بوزير الخارجية الفرنسي على موقف لبنان الإيجابي تجاه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
وهو يشدد على أن إسرائيل هي المسؤولة عن تصعيد الوضع، وأن الشعب اللبناني متحد في مواجهة العدوان.
اللقاءات التي تعقد بين القادة اللبنانيين والدوليين تكشف عن حجم التوترات التي يواجهها لبنان. بري أشاد بالوحدة اللبنانية في مواجهة الأزمات، حيث اعتبر أن العدوان الإسرائيلي يطال كل شبر من البلاد.
ولكنه أيضًا يُظهر قلقًا عميقًا من الحصار الذي تفرضه إسرائيل، والذي يحرم لبنان من المساعدات الإنسانية، مما يضاعف من معاناة النازحين.
ولم يكن تصريح وزير الخارجية الفرنسي بعيدًا عن هذا السياق، حيث أيد مطالبات تطبيق القرار الأممي رقم 1701، الذي يهدف إلى وقف الأعمال العدائية. ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا: هل ستستطيع هذه الدعوات أن تضع حدًا للمأساة التي تعيشها البلاد؟
تاريخيًا، كانت لبنان ساحة صراع بين القوى الإقليمية، وفي الأوقات الراهنة، يبدو أن الوضع يتجه نحو تصعيد غير مسبوق.
والغارات الإسرائيلية المكثفة، التي تستهدف مناطق مختلفة، من جنوب لبنان إلى بيروت، أدت إلى سقوط مئات الضحايا، ومئات الآلاف من النازحين. الأرقام تشير إلى أزمة إنسانية متفاقمة، تتطلب تدخلاً دوليًا عاجلاً.
في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع العسكري والسياسي متأزمًا، حيث يسود شعور عام بأن لبنان قد يكون على أعتاب مواجهة جديدة قد تؤدي إلى تداعيات كارثية. الصراع قد يمتد خارج الحدود، ويشمل قوى إقليمية أخرى، مما يزيد من تعقيد الأزمة.
المواطنون اللبنانيون يعيشون حالة من القلق والترقب، في انتظار كيف ستسير الأمور في الأيام المقبلة. هل ستنجح الجهود الدولية في احتواء الموقف، أم أن لبنان مقبل على صراع آخر يضاف إلى قائمة الأزمات المتتالية؟ لا شك أن هذا السؤال سيبقى معلقًا، في ظل تزايد الأجواء المشحونة والأحداث المتسارعة.
وتبقى المخاوف من أن يتطور الوضع إلى صراع شامل، يعيد لبنان إلى دوامة العنف التي عانت منها البلاد لعقود.
لذا، يبقى الأمل معقودًا على صوت العقل والحكمة، لكن يبدو أن الأمور تسير نحو مسارات أكثر تعقيدًا وصعوبة.