تقارير

العدوان الإسرائيلي يكشف عن حقيقة مرعبة على الحدود اللبنانية

مع مرور أسبوع كامل على العدوان الإسرائيلي المتواصل، تشتعل الأجواء عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بمؤشرات واضحة على تصعيد عسكري شامل.

والخطوات الأخيرة للقوات الإسرائيلية تشير إلى نية القيام بعملية برية موسعة، في وقت يشهد فيه الجيش اللبناني انسحاباً من نقاط استراتيجية في المناطق الحدودية الممتدة من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا.

وقد وصف الجيش اللبناني هذا الانسحاب بأنه “إعادة تموضع”، ولكن الواقع يؤكد أن الوضع بات أكثر تعقيداً وتهديداً.

تتصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية بشكل يومي، حيث تشمل المناطق الجغرافية والسكانية في جميع أنحاء لبنان، مما ينذر بكارثة إنسانية متزايدة.

وفي فجر هذا اليوم، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مخيم البص للاجئين الفلسطينيين، الواقع عند المدخل الشرقي لمدينة صور.

والغارات الحربية والطائرات المسيرة لا تستثني أي منطقة، حيث تركزت الهجمات على بلدات وقرى في الجنوب والبقاع، وهاجمت لأول مرة قيادات من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في نطاق بيروت الإداري.

هذا التصعيد في العدوان لم يكن مفاجئاً، فقد تزامن مع أول ظهور علني لنائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، منذ استشهاد الأمين العام السيد حسن نصر الله.

والشيخ قاسم أكد استمرار دعم الحزب لغزة واستعداده التام للرد على أي محاولة توغل بري من قبل العدو الإسرائيلي.

وإن تصريحات قاسم تدل على أن حزب الله لن يقف مكتوف اليدين أمام العدوان، بل سيعزز موقفه ويزيد من مقاومته في مواجهة الخطر الداهم.

في ساعة مبكرة من الصباح، شنت طائرة مسيرة إسرائيلية هجوماً مروعاً على منزل قائد حركة حماس في لبنان، نح شريف المعروف بـ”أبو الأمين”، في مخيم البص.

والهجوم أسفر عن استشهاده مع زوجته ونجله وكريمته، في مأساة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في لبنان.

وتلا ذلك غارة على شقة سكنية في منطقة الكولا، أودت بحياة ثلاثة قياديين من الجبهة الشعبية، بينهم محمد عبد العال (أبو غازي) وعناصر آخرين في الحركة.

تواصل الغارات الإسرائيلية تحقيق أرقام مفزعة في أعداد الشهداء، حيث سقط العشرات في مختلف المناطق.

فغارة على منطقة الداودية – النميرية أودت بحياة تسعة شهداء، بينهم أفراد من عائلة آل دياب، كما سقط ستة شهداء آخرين في جرد الهرمل.

وارتفعت الحصيلة أيضاً في بلدة بدياس قرب صور، حيث سقط ثلاثة شهداء، بالإضافة إلى شهداء آخرين في الشهابية وكفرا وتمنين في البقاع.

والمفجع أن مجزرة عين الدلب كانت الأكثر فظاعة، حيث تم تحديث الأعداد لتصل إلى 45 شهيداً و70 جريحاً، مما يعكس مدى الوحشية التي تتبعها القوات الإسرائيلية.

في رد فعل مباشر على هذه الاعتداءات الواسعة، قامت المقاومة الإسلامية بقصف مستعمرات إسرائيلية متنوعة، مثل جيشر هزيف وساعر وكابري، باستخدام صواريخ متطورة.

وتُعتبر هذه الردود جزءاً من الاستراتيجية الدفاعية للمقاومة، التي تسعى لحماية أراضيها وشعبها. في هذا السياق، استخدمت المقاومة صاروخ “نور” في قصف مستعمرة كفر جلعادي،

بالإضافة إلى صواريخ من نوع فادي 1، مما يعكس قدرة المقاومة على تطوير ترسانتها العسكرية وقدرتها على الرد بفعالية على العدوان.

الواقع الذي يعيشه اللبنانيون والفلسطينيون في هذه اللحظات هو واقع مأساوي بامتياز. إن تفاقم الوضع الأمني والمعاناة الإنسانية الناجمة عن هذه الهجمات تؤكد أن العالم بحاجة ماسة للتدخل الفوري لوضع حد لهذه الكارثة.

وإن العدوان الإسرائيلي ليس مجرد عمليات عسكرية، بل هو اعتداء صارخ على الإنسانية، يتطلب تحركاً عاجلاً من جميع الجهات الدولية لتأمين الحماية للمدنيين وتقديم المساعدة العاجلة للضحايا.

وإن هذا العدوان الإسرائيلي لم يعد مجرد تهديد، بل أصبح يمثل أزمة وجودية للعديد من العائلات، بينما يستمر التصعيد في خطورة وتحدي.

وإن الأمل الوحيد يكمن في توحيد الجهود الدولية لإيقاف هذه المأساة وتقديم الدعم الفوري للمتضررين، قبل أن يتحول الوضع إلى كارثة لا يمكن تداركها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى