مصرمقالات ورأى

د. أيمن نور يكتب: أوراق من مذكراتي (9) ⁠ حوار الذات

أوراق من مذكراتي(9)
متى تعرف أنك تفتقد الحد الأدنى من حقوق الانسان وحقوق المواطنة؟
عندما تقف في بلادك ,وعيناك ترنوان إلى بلاد أخرى
ومتي يتأكد هذا؟ ؟
عندما تقف في بلاد لم تنشأ فيها وانت علي اعتاب عامك ال٦٠ وعيناك ترنوان إلى بلادك

ومتي يتحقق هذا؟
عندما تبقى في بلادك -او خارجها- وعيناك على وطن حر الوطن المستحيلً
وما هو المستحيل
_عندما تبقى في بلادك ,وعيناك على الماض المرير وتتمني ان يعود
لأن الواقع اكثر مراره!!!

الورقه الاولي
في سكون الصباح، حيث تتسلل أشعة الشمس كأحلام دافئة، في إسطنبول الجميلة أجد نفسي غارقًا هذا الصباح وكل صباح في حنينٍ جارف لماضي سحيق ،هو بعض وطني، ‫ مصر‬.
الورقه الثانيه

أستعيد ذكريات من شوارع بابالشعرية‬ و‫ الموسكي‬، مع الابن الحبيب محمود ونبيل النحاس وبرتقاله والأصدقاء يحي الطلياوي

و وحيد وخالد ليله وسليمان البرنس وعاطف الصوفاني والأخوات ناهد رشاد وانشراح و العزيز احمد السحرتي
كانت الأحاديث تتقاسمها القلوب، قبّل الالسنه وتدور النقاشات حول أحلام بسيطة في زوايا الحي و في مجمع نورالثقافي‬ الذي ارتاده وتردد عليه كل رموز السياسية والفن والثقافة في مصر‬

نعم •أفتقد حقّي في العودة وفي ‫ وثيقة السفر‬ التي تحمل اسم بلدي، لكني افتقد بلدي اكثر..بكثير•وأنا المنفي فقط ثمنًا لإبداء رأيي.

الورقة الثالثة

أستحضر في خيالي صورة منزلي -الثاني – الذي يطل على بحر الإسكندرية، الجميلة، حيث كانت الأمواج تتراقص كأرواحنا في ليالي الصيف.
في ‫ الاسكندريه‬ ، قبر امي (فردوسي المفقود)

كنت أجد سعادتي وراحتي نهاية كل اسبوع الي جوارها و بين أحضان بحر استانلي ، متدثرا بمشاعر اهل الاسكندرية الدافئة
وفي مقر ‫ الغد‬ ب ‫ لوران‬ أتأمل في كل لقاء أسبوعي مع للزملاء والزميلات الأقرب والأحب لقلبي

اخي مؤمن والدكتور محمد محي الدين وأختي نجلاء وشهيناز ونوال كنت دوما أحلم معهم بغد أفضل.
الورقه الرابعة

وفي الزمالك، منزلي الاول المتحفظ عليه ، لسبب لا اعرفه !! ربما لانه هو ‫ الشاهد‬ الاول على لحظات الفرح ،والحزن، وربما انه كان صديقًا وحيدا، في الشده، وانيستا، لي في كل المراحل الحلوة والمرة .

الورقة الخامسة

حنيني يمتد إلى ‫ بورسعيد‬ و ‫ السويس‬ و البحيرة‬ وبلدي الاول ‫ المنصوره‬ حيث رفاق المدرسة و استاذي الراحل المطربش-

حتي بعد الغاء الطربوش – الاستاذ محمدعبده‬ الذي ربما لا يذكره أحد إلا زميلي في المدرسة الابتدائية توفيق ابراهيم عطيه عكاشه‬ (حفيد عمده ميت الغرقا)
والإعلامي المعروف الان توفيق عكاشه‬

الورقة السادسة

حنيني للمنصوره هو بعضا من شوقي لبيت العائلة بحي ‫ توريل‬ ، و لقبر ابي في ‫ نبروه‬ و لمدرج البدراوي‬ وأستاذي الحبيب الغالي و معلمي وصديقي الدكتور ‫ الشافعيّ بشير‬ – الذي تعلمت منه الوطنية والشجاعة

وقبلها الادب حنيني للدكتور الشافعيّ ممتد لرفاق ورفيقات سنوات الدراسة الجامعيه ‫ اجمل ايام العمر‬ منهم صديق العمر ‫ طارق عبد العزيز‬ رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد في مجلس الشيوخ حاليا والزميل العزيز الكاتب صلاح الامام ••وشريف معاطي ••وثروت ابوسعده والزميلات الفضليات نيوفان ،وإيزيس محمود ،وهانم طوبار ، وهويدا مصطفى وآخرين

وأخريات تحملهم الذكره بكل موده وتقدير رغم انقطاع الصله لسنوات بعيدة

الورقه السابعه

حنيني الأكبر هو للنوبة الحبيبه بأرضها التاريخية المسلوبة وثقافتها وقلوب أهلها الذهبيه

حيث تُروى القصص وتُنسج الذكريات في ضوء القمر. قكيف أستطيع نسيان الراحل ‫ احمد_كاجوج‬
وهاني و عبد الصبور ،ومئات الأحباب الأوفياء دائما لتلك اللحظات ،التي تجمعت فيها الأرواح

، حيث كان الحب يتدفق كالنيل، يحمل معه عبق التاريخ وذكريات الأحباب؟

الورقة الثامنه

وفي صندوق ذكرياتي وحواراتي مع ذاتي أستمع يوميا لصوت الراحلين الذين لم يرحلوا أو يغادروا يومًا قلبي وعقلي ووجداني واولهم زعيمي وأستاذي وأبي الروحي ‫ فؤا دسراج الدين‬ وأستاذي ‫ مصطفى امين‬ وحبيبي ‫ مصطفي شردي‬ ورفاق الوفد حنان البدري ‬والدكتور ‫ وجدي زين الدين‬. و الراحل ‫ عادل القاضي‬ والعزيز ‫ عادل صبري‬ والكاتب الكبير الصديق الصدوق ‫ انورالهواري‬ (وعمنا) ‫ محمدعبدالقدوس ‬ ‫والراحل الرائع مجدي مهنا ‬‫والزميل المحترم مجدي شندي‬


الورقة التاسعة

صدى صوت قلبي، يردد أن هذا الحنين لكلّ هذه الأماكن والأشخاص
ليس إلا الجسرٌ الوحيد الذي مازال يربطني بوطني، رغم كل ما يبعدني عنه.
أقول لنفسي: “يا وطني، سأظل أغنيك في كل صباح، فأنتِ نبض لروحي، ومهما تباعدت المسافات، سيبقى شغفي بك باقيا.

الورقة العاشرة والأخيرة

في كل زاوية من الذاكرة، أجدك، ياوطني وأعرف أنني لن أتوقف عن البحث عنك، حتى وإن كانت المسافات بعيدة.
آلبعض يسألني متي تعود لمصر؟
واجابتي

*اني لم أغادرها -اصلا-كي أعود اليها -فقط-الذي غادرها جسدي،وكم من الأجساد تعيش في مصر،وقلوبها خارجها..وكم من الأجساد تغادرها ومصر تقيم وتعيش داخلها وفي قلبها وعقلها *

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى