عربي ودولى

نيويورك تايمز : مقتل حسن نصر الله: ضربة موجعة لحزب الله وتحولات في الاستراتيجية الإيرانية

بين الحرب الشاملة أو الاختباء.. ماذا تختار إيران؟

بعد الاعلان عن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، خلال غارة جوية إسرائيلية يوم الجمعة، مما أحدث زلزالًا في المشهد السياسي والعسكري بالمنطقة.

هذه الخسارة الكبرى كانت ضربة قاسية لإيران، التي دعمت حزب الله على مدى 40 عامًا، حيث تمثل المنظمة الذراع الرئيسية لطهران في مشهد الصراع مع إسرائيل. ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية ضد قيادات حزب الله، بدأت علامات الضعف تظهر على قدرة الحزب على الرد، مما أدى إلى انقسام داخل الحكومة الإيرانية بشأن كيفية التعامل مع هذه المأساة.

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هذه الأحداث وضعت المرشد الإيراني، علي خامنئي، في موقف صعب، حيث يعاني من ضغوط متضاربة بين المحافظين والمعتدلين في حكومته. في حين يدعو المحافظون إلى رد قوي ضد إسرائيل، يفضل المعتدلون قيادة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اتباع نهج أكثر حذراً.

في تصريحاته، عبر خامنئي عن شعوره بالحزن لفقدان نصر الله، ولكنه اختار نهجًا هادئًا في التعامل مع الموقف، داعيًا إلى أن يكون حزب الله هو الذي يقود الرد على أي عدوان إسرائيلي، فيما ستكتفي إيران بدور داعم. وقال خامنئي: “إن كل قوى المقاومة تقف إلى جانب حزب الله. وسوف يكون حزب الله، على رأس قوى المقاومة، هو الذي سيحدد مصير المنطقة”.

ومع ذلك، فإن هذا التحول في الاستراتيجية يقلق المسؤولين في طهران، الذين يتساءلون عن الخطوات المقبلة للتعامل مع التهديدات المتزايدة من إسرائيل، خصوصًا فيما يتعلق برفع مستوى التنسيق بين الجماعات المسلحة في المنطقة لمواجهة التحديات.

انقسام داخلي في إيران حول رد فعلها على التطورات الأمنية

تتزايد التوترات في الساحة الإيرانية بعد التقارير التي تفيد بإمكانية مقتل الأمين العام لحزب الله، مما جعل القيادة الإيرانية تجتمع في قلق لمناقشة رد محتمل. جاءت هذه الأحداث لتسلط الضوء على الانقسام الداخلي في كيفية التعامل مع التحديات الخارجية.

خلال الاجتماع الطارئ الذي دعا له المرشد الأعلى علي خامنئي في منزله، ظهرت خلافات واضحة بين الأعضاء. حيث دعا البعض، منهم سعيد جليلي، المسؤول السابق والمرشح الرئاسي السابق، إلى اتخاذ تدابير سريعة لضمان الردع من خلال توجيه ضربة إلى إسرائيل، خوفًا من أن يؤدي تصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى صراع عسكري مباشر مع إيران.

يتعارض هذا الرأي مع موقف الرئيس الإيراني الجديد بزشكيان، الذي كان قد قضى الأسبوع الماضي في نيويورك تحث الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضرورة نزع فتيل التوترات وبناء توافق مع الغرب. جادل بزشكيان خلال الاجتماع بأن ايران يجب أن تتجنب الوقوع في الفخ الذي قد ينصبه نتنياهو من خلال الانزلاق إلى حرب شاملة.

وفي الوقت نفسه، أكد أعضاء آخرون في المجلس الأعلى أن أي هجوم محتمل على إسرائيل قد يؤدي إلى ردود فعل مدمرة ضد البنية التحتية الحيوية في إيران، مما يتعذر على البلاد تحمله في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها.

إيران تركز على تعزيز قوة حزب الله لاستعادة عافيته

كشفت مصادر رفيعة في الحرس الثوري الإيراني عن استراتيجية الدولة في دعم حزب الله اللبناني، حيث تسعى طهران إلى تمكين الحركة من استعادة عافيتها بعد أوقات عصيبة.

في تصريحات حصرية، قال عضوان في الحرس الثوري حضرا اجتماعات تخطيطية على مدى اليومين الماضيين، إن الأولوية الفورية لإيران تتمثل في مساعدة حزب الله على إعادة بناء قوته. تتضمن هذه الجهود تسمية خليفة للأمين العام للحركة، حسن نصر الله، وتشكيل هيكل قيادي جديد، بالإضافة إلى إعادة إنشاء شبكة اتصالات آمنة. وأكد المصادر أن هذا التحرك يأتي في إطار التحضير لخطة رد محتملة على اعتداءات إسرائيل.

وأشار مصدر آخر إلى أن إيران تخطط لإرسال قائد بارز من فيلق القدس إلى العاصمة اللبنانية بيروت عبر الأراضي السورية، بهدف إشرافه على عملية إعادة بناء حزب الله وتوجيهها لضمان تعزيز الفاعلية العسكرية والسياسية للحركة.

وأشار أحد المصادر إلى أن “التحديات التي تواجه حزب الله تتطلب استجابة سريعة وفعّالة، والتعاون مع الحرس الثوري هو خطوة استراتيجية أساسية لتحقيق ذلك”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى