نيران الحرب: لبنان وإسرائيل على شفير الكارثة
في خضم تصاعد التوترات في المنطقة، تشهد الساحة اللبنانية والإسرائيلية تصعيدًا خطيرًا يمكن أن يغير مجرى الأحداث في الشرق الأوسط.
والهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة، التي استهدفت مناطق حيوية في لبنان، أثارت تساؤلات حول فعالية تلك الضربات، خاصة فيما يتعلق بالاستهداف المزعوم لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله.
والمعلومات المتوافرة تشير إلى أن تقييم نجاح أو فشل تلك العمليات لا يزال مبكرًا، في ظل الغموض الذي يحيط بمسار الأحداث.
الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات الجوية على بلدات كفركلا ومجدل زون وأطراف عيتيت وجويا، إضافة إلى قصف مدفعي استهدف بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان.
وهذه الهجمات تأتي في إطار محاولة الضغط على حزب الله، ولكنها تثير أيضًا مخاوف من تصعيد أوسع في القتال.
في الوقت نفسه، لم يقف حزب الله مكتوف الأيدي أمام الاستفزازات الإسرائيلية، حيث نفذ مجموعة من العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة.
ومن أبرز تلك العمليات كانت استهداف مستعمرة كريات آتا ومدينة طبريا بعدد من الصواريخ، حيث كان ذلك بمثابة رد فعل على ما يعتبره الحزب انتهاكًا إسرائيليًا للمدن والقرى اللبنانية.
تواصلت تلك الهجمات، حيث تم استهداف مستعمرات أخرى مثل إيلانيا وكرمئيل وساعر، بالإضافة إلى قصف مدفعي استهدف موقع بياض بليدا.
وهذه الهجمات تُظهر تصميم حزب الله على الرد بشكل عسكري على أي اعتداء، مما يضع المنطقة في حالة من التوتر المتزايد.
وفي خضم هذه الأحداث، كانت إدارة الأزمات في محافظة بيروت قد دعت المواطنين الذين اضطروا للنزوح إلى المدينة للاتصال بأرقام مخصصة لتأمين مراكز إيواء، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تتفاقم نتيجة الصراع المستمر.
الجيش الإسرائيلي، من جانبه، أعلن عن نيته استهداف بنى تحتية استراتيجية لحزب الله في ضاحية بيروت، مؤكدًا أن تلك الهجمات قد تؤدي إلى انفجارات ضخمة نتيجة الأسلحة المخزنة في تلك المواقع.
والتصريحات الإسرائيلية تبرز نية واضحة في تقليص قدرة حزب الله على تنفيذ عمليات هجومية ضدها، لكن تلك الخطوات تأتي مع تداعيات إنسانية وخيمة.
وفيما يتعلق بالخسائر، أفادت مصادر بإخراج ثمانية شهداء من مكان الاستهداف، إضافة إلى وجود مفقودين. تلك الأرقام تشير إلى أن الأبعاد الإنسانية للصراع تتزايد، مما يزيد من معاناة المدنيين في لبنان.
ومن الواضح أن هذا النزاع لم يعد محصورًا بين الأطراف العسكرية فقط، بل أصبح يطال حياة المواطنين العاديين.
الصراع في هذه المنطقة لم يعد مجرد قتال عسكري، بل تحول إلى صراع تتداخل فيه الأبعاد السياسية والاجتماعية والإنسانية بشكل معقد.
وإن الاستمرار في هذا الطريق يهدد بإغراق لبنان في أتون حرب جديدة، قد تكون لها تداعيات كارثية على مستوى المنطقة بأسرها.