تقارير

بعد اغتيال نصر الله..هل تجر إسرائيل المنطقة إلى حرب شاملة؟

مثّل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وأبرز قيادات الحزب ضربة غير مسبوقة للحزب، الذي يعتمد على قيادة مركزية قوية، تلعب أدواراً جوهرية في توجيه وتحريك سياسات الحزب الداخلية والخارجية؛ لهذا فإن فراغاً هائلاً في قيادة الحزب تركه هؤلاء، وقد يتطلب وقتاً طويلاً لترميمه، إن كان ذلك ممكناً.

كان حزب الله يبدي ندية واضحة لـ”إسرائيل” من خلال هجمات صاروخية تسببت في مخاوف وقلق كبير بين الإسرائيليين، وتخوف البعض من اتساع رقعة الحرب لكن الحال تغيّر كثيراً بعد هجمات مروعة وكثيفة شهدتها الضاحية الجنوبية، منذ الجمعة (27 سبتمبر الجاري). 

في صبيحة اليوم التالي أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي، مقتل حسن نصر الله، في الغارة على مواقع للحزب في الضاحية قبل أن يؤكد الحزب نفسه في بيان معلومة الاغتيال لاحقا، إضافة إلى مقتل عدد آخر من القادة، أبرزهم علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله.

فخ إسرائيلي وسوء تقدير

يدرك الجميع أن إسرائيل تحاول أن تجر المنطقة لحرب شاملة تجذب أطرافا أخرى، ما يدفع الولايات المتحدة بالتدخل التزاما بحماية أمن إسرائيل التاريخي، لكن قبل هذا وقع حزب الله في فخ إسرائيلي لم ينتبه إليه الحزب.

استطاعت إسرائيل أن تنصب فخا لحزب الله عبر تصريحات تشير إلى الرغبة في التهدئة إضافة إلى تدخل الولايات المتحدة بتصريحات مشابهة وأنها تسعى لعقد هدنة، الأمر الذي طمأن حزب الله أن الوقت قد حان لالتقاط الأنفاس وعقد اجتماع موسع يهدف إلى تقييم الموقف.

وبحسب مراقبون كان لدى الاحتلال معلومات دقيقة جدا حول مكان الانعقاد ومدى تحصينه لذلك استخدمت صواريخ أمريكية مطورة تستطيع أن تخترق الانفاق إلى عمق كبير، وهذا ما لم يحسب له حزب الله حسابه، فوقع في فخ التصريحات ومن ثم جمع أبرز القيادات للبت في تفاصيل الخطوة القادمة من المواجهة مع الاحتلال وقد أكد هذا التقدير سفر نتنياهو لحضور جلسات الأمم المتحدة وهنا ظن حزب الله أن الأمور تسير وفقا لتقدير موقف قيادة الحزب، إلى أن باغتت قوات الاحتلال الحزب بأكثر من 18 طن من المتفجرات وعلى الفور قتل حسن نصر الله ومن معه من قيادات الصف الأول ومن بينهم قائد إيراني في الحرس الثوري.

البحث عن القوة

تحاول اسرائيل أن تحقق نصرا تحفظ به ماء وجهها بسبب ما تكبدته من خسائر في السابع من أكتوبر وإن جرت المنطقة لحرب كبرى، وفي هذا السياق قال البرلماني المصري الدكتور محمد عماد صابر في تصريحات خاصة لموقع أخبار الغد إن ما تفعله إسرائيل يأتي في إطار البحث عن الأمن الذى فقدته في ٧ أكتوبر.

وأضاف أن أساس المشروع الصهيوني الاستعماري في فلسطين يقوم على فكرة ” أمن القوة ” ونمو وازدهار إسرائيل يقوم علي الأمن الغاشم الذى يخشاه الآخرون ولقد تحطم هذا تماما في ٧ أكتوبر وعبر الصراع الطويل الذى يخوضه الصهاينة على أرض غزة ومن خلال القصف المتبادل مع قوى المقاومة في لبنان والعراق واليمن وايران.

وأوضح صابر في تصريحاته لأخبار الغد أن كل ذلك يهتز الآن وإسرائيل تحاول أن تستعيد ذلك عبر مساعدة الولايات المتحدة والغرب اللذان يدركان اللحظة السيئة التى يعيشها المشروع الصهيوني، وبالتالي تركا له العنان كي يمارس القوة الغاشمة لعله يستعيد بعض الهيبة ومعها بعض الأمن.
وختم البرلماني المصري حديثه بقوله: في النهاية حتى يحدث الانفجار الكبير وتدخل إيران الحرب بشكل مباشر فهل يسمح الروس بذلك؟ أظن وضع الروس في أوكرانيا لا يسمح بذلك.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى