أحزاب

فؤاد بدراوي: عودة قوية للسباق البرلماني في 2025

أعلن السياسي المصري البارز، فؤاد بدراوي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، عن قراره بالترشح في الانتخابات التشريعية القادمة لعام 2025 لمجلس النواب عن دائرة نبروه وطلخا بمحافظة الدقهلية، وذلك استجابةً لمطالب جماهير الدائرة وأعضاء الحزب الذين طالبوا بترشحه لتمثيلهم في المجلس.

وهذا الإعلان جاء وسط أجواء سياسية محمومة وتحديات داخلية لحزب الوفد، وهو ما يضيف بعدًا مثيرًا حول مستقبله في الحياة البرلمانية والسياسية في مصر.

الترشح استجابة لمطالب الجماهير

أكد فؤاد بدراوي، بأن قراره بالترشح ليس قرارًا شخصيًا بقدر ما هو استجابة لمطالب جماهيرية حقيقية، حيث قال: “قررت خوض الانتخابات بناءً على طلب جماهير دائرة نبروه وطلخا وزملائي من أعضاء الهيئة الوفدية الذين تواصلوا معي خلال الأيام الماضية وطلبوا مني تمثيلهم في البرلمان تحت راية الوفد”.

وأضاف أن هذا الطلب بمثابة تكليف وليس مجرد تشريف، مشددًا على أنه يمثل أمانة في عنقه تجاه الناخبين.

هذا التأكيد من بدراوي على أن الترشح جاء استجابة لرغبة الجماهير يظهر موقفه الثابت في خدمة المواطنين، كما يعزز دوره كشخصية وفدية بارزة منذ عقود.

تاريخ سياسي حافل

فؤاد بدراوي ليس جديدًا على الساحة السياسية. فهو ابن لمحافظة الدقهلية ومن مواليد الثاني من مايو 1953.

حصل على ليسانس الحقوق، وبدأ مشواره السياسي منذ سنوات طويلة، حيث انتخب كعضو في مجلس الشعب المصري عن دائرة نبروه لدورتين متتاليتين بين عامي 1995 و2005.

بدراوي يأتي من عائلة ذات جذور سياسية عميقة، فهو حفيد الزعيم الوفدي التاريخي، فؤاد باشا سراج الدين، مؤسس حزب الوفد الجديد، الذي كان له تأثير كبير في تشكيل الحياة السياسية في مصر الحديثة.

ومن هنا، يبرز بدراوي كوفدي من الصميم، نشأ في بيتٍ عُرف بولائه للوفد منذ نشأة الحزب على يد جده. لذلك، من الطبيعي أن يجد نفسه اليوم في صدارة المشهد السياسي مجددًا.

العودة رغم الأزمات الداخلية

مسيرة فؤاد بدراوي في حزب الوفد لم تكن دائمًا سلسة، فقد مرت بتوترات وصراعات داخلية. فبعد وفاة فؤاد باشا سراج الدين، تولى الدكتور نعمان جمعة رئاسة الحزب، ثم خلفه الدكتور السيد البدوي.

وخلال تلك الفترة، بدأت الأمور تتوتر بين بدراوي وقيادة الحزب، خصوصًا عندما خاض بدراوي انتخابات رئاسة الحزب ضد البدوي.

التوترات داخل الحزب وصلت إلى ذروتها عندما قررت الهيئة العليا لحزب الوفد فصل فؤاد بدراوي من الحزب خلال فترة البدوي.

ورغم محاولات عديدة لرأب الصدع بين الطرفين، استمرت المناوشات والتوترات بينهما لعدة سنوات. وخلال هذه الفترة، شهد الحزب العديد من الصراعات الداخلية التي أثرت على استقراره.

ومع تولي المستشار بهاء أبو شقة رئاسة الحزب، تغيرت الأمور. عاد بدراوي إلى الحزب بقوة، حيث نجح في انتخابات الهيئة العليا وترشح وفاز بمنصب السكرتير العام، الذي يُعد الرجل الثاني في الحزب بعد رئيسه.

وبعد انتهاء فترة أبو شقة، استمر بدراوي في حصد التأييد داخل الحزب، رغم عدم فوزه بمنصب السكرتير العام في الانتخابات الأخيرة.

رؤية بدراوي للمستقبل السياسي

يبدو أن إعلان بدراوي عن ترشحه للانتخابات البرلمانية المقبلة يمثل استكمالًا لمسيرته الطويلة في السياسة، حيث يسعى لاستعادة دوره في مجلس النواب من خلال دائرة نبروه وطلخا.

وهذه الدائرة التي كان قد مثلها في الماضي، تعد بالنسبة له جزءًا من تاريخه السياسي، ومن ثم فإن العودة إليها تحمل رمزية خاصة.

أعلن بدراوي أيضًا أن ترشحه سيكون على المقعد الفردي، في حال لم يتم ترشيحه ضمن قائمة التحالف التي ينتمي إليها حزب الوفد.

وهذا التصريح يعكس ثقة فؤاد بدراوي في قدرته على خوض الانتخابات بشكل مستقل إذا تطلب الأمر، ويظهر في الوقت ذاته نوعًا من التهكم على احتمالية رفض الحزب لترشيحه على قائمته.

تحديات وتطلعات

بدراوي يدرك جيدًا أن التحديات التي تواجهه في المرحلة المقبلة ليست بسيطة، سواء كانت داخل الحزب أو خارجه. و

حزب الوفد، الذي يعد من أقدم الأحزاب السياسية في مصر، شهد تغيرات جذرية وصراعات داخلية خلال السنوات الأخيرة، ويبدو أن بدراوي، الذي يعتبر من الأعضاء المخضرمين في الحزب، يعي أهمية الاستعداد لمواجهة هذه التحديات.

لكن بالنسبة له، فإن الترشح للانتخابات ليس مجرد خطوة سياسية، بل هو امتداد لالتزامه بخدمة المواطنين والعمل على تحقيق تطلعاتهم.

فالتجارب السابقة التي خاضها في البرلمان والقيادة الحزبية أكسبته خبرة كبيرة في كيفية التعامل مع الأزمات السياسية، وهو ما يعزز مكانته كمرشح قوي في الانتخابات القادمة.

نحو مستقبل سياسي جديد

فؤاد بدراوي، الذي أثبت على مدار عقود من الزمن أنه لا يتخلى بسهولة عن معاركه السياسية، يعود اليوم ليؤكد أنه لا يزال حاضرًا بقوة على الساحة السياسية.

ومع إعلانه عن ترشحه لانتخابات مجلس النواب 2025، يعيد تأكيد التزامه بالدفاع عن مصالح المواطنين وخدمة دائرته الانتخابية.

كما أن تجربته الطويلة في العمل السياسي داخل حزب الوفد وخارجه، إلى جانب جذوره الوفدية المتأصلة، تجعل من ترشحه حدثًا مهمًا يستحق المتابعة في المرحلة القادمة.

ومع كل هذه الخلفيات والتحديات، يبدو أن بدراوي على أتم استعداد لخوض هذا السباق الانتخابي بثقة وإصرار على الفوز.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى