عربي ودولى

عام على الحرب، تتفاقم معاناة غزة بنقص حاد في المساعدات، لكن مبادرات الإغاثة مستمرة.

تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة عامها الأول، ومع استمرارها تتزايد معاناة المدنيين الفلسطينيين بشكلٍ مُقلق. فقد أدّت هذه الحرب إلى أزمة إنسانية خانقة، حيث يواجه النازحون نقصاً حاداً في الاحتياجات الأساسية،

مما يزيد من الضغط على المنظمات الدولية التي تبذل قصارى جهدها لتوفير الحد الأدنى من المساعدات.

تتواصل المعاناة في غزة بشكلٍ يومي، مع تزايد أعداد العائلات التي فقدت منازلها ومصادر رزقها. ويشمل ذلك نقصاً حاداً في الغذاء، والمياه النظيفة، والدواء، والمأوى، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية الحيوية،

مما يُعقّد عملية إيصال المساعدات وتوزيعها. تُظهر التقارير الإنسانية ارتفاعاً مُتسارعاً في معدلات سوء التغذية، وانتشار الأمراض، وتدهور الصحة النفسية لدى السكان،

خاصةً الأطفال. وتُعاني المنظمات الإنسانية من قصورٍ كبير في التمويل، مما يُحدّ من قدرتها على الاستجابة الفعّالة لهذه الأزمة الإنسانية المُتفاقمة.

“إن حجم الدمار الهائل الذي لحق بغزة، وما زال يحدث، يتطلب رداً دولياً عاجلاً وحاسماً”، حسبما صرّح به [اسم المتحدث و منصبه في منظمة إنسانية]. “نناشد المجتمع الدولي زيادة دعمه للمنظمات العاملة في غزة،

لتوفير الحماية والمساعدات العاجلة لسكانها الذين يعانون من ويلات هذه الحرب المُستمرة”. وأضاف: “لا يمكننا السكوت عن هذه المعاناة، يجب أن نعمل معاً لإنهاء هذا الصراع، وتوفير حياة كريمة للشعب الفلسطيني”.

لأجل ذلك، أطلق نشطاء من داخل غزة ومغتربون فلسطينيون في الخارج، سلسلة مبادرات للتخفيف من معاناة النازحين الذين يساورهم القلق من اقتراب فصل الشتاء وما يرافقه من صعوبات في تأمين الأغطية اللازمة والشوادر والملابس لتقيهم من البرد.

من هذه المبادرات التي لاقت رواجا واسعا مبادرة “يلا نساعد بعض” التي أطلقها المبادر يزن أحمد في شمال القطاع، والتي روجها عبر منشور على منصات التواصل الاجتماعي بكلمات بسيطة قال فيها “يلا نبلش نساند بعض ونستر أطفالنا،

أنا عندي ملابس شتوية للبيبي (مواليد) الي محتاج يكلمني، وإلي عنده ملابس أطفال شتوية حتى سن خمس سنوات يتواصل معي.. احنا ملناش إلا بعض ولازم ما نستسلم”.

مبادرة أخرى جاءت بعنوان “فائض ما لديكم” أطلقها شابان من غزة مغتربان وهما مؤيد وشاح وعلي شريم، اللذان استطاعا تشكيل فرق متطوعة من شمال القطاع وفي جنوبه، تقوم هذه الفرق بجولات ميدانية لمعرفة احتياجات المخيم،

ثم توفير هذه الاحتياجات من خلال جمع تبرعات عينية ومالية من داخل غزة وخارجها لتوفيره للمحتاجين.

استطاعت المبادرة تغطية احتياجات الكثير من العائلات كتوفير شادر للعشرات من الخيام المهترئة تفاديا لأي غرق عند قدوم فصل الشتاء، كما وفرت المبادرة وفقا للقائمين عليها مستلزمات يومية تحتاجها الأسر النازحة كسلات الغذاء وملابس الأطفال واحتياجات المواليد من فوط وحليب صناعي، بالإضافة لمشروع سقيا الماء عبر شراء مياه عذبة وتوزيعها مجانا في مخيمات النزوح.


تنشط في القطاع عشرات المبادرات المماثلة، تختلف في مسمياتها ولكنها تحمل ذات الأهداف، فبالرغم من صعوبة الأوضاع المعيشية، إلا أن أهالي القطاع استطاعوا أن يصدروا صورة عن معاني الأخوة والتكافل فيما بينهم رغم قلة الإمكانيات التي يعانون منها.

لم ترق هذه المبادرات للاحتلال الإسرائيلي الذي وضع نفسه في مواجهة مباشرة مع أصحاب هذه المبادرات، حيث ارتقى العشرات منهم شهداء في استهداف متعمد لهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي ومخابراته،

التي لاحقت هذه المبادرات ودمرت مقتنياتهم ولاحقت اجتماعاتهم والفرق التطوعية التي تنشط في مخيمات النزوح، بالإضافة لتتبع مخابرات الاحتلال مصادر تمويل هذه المبادرات والعمل على تجميد حساباتهم البنكية.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 356 يوما، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و534 شهيدا، وإصابة أكثر من 96 ألفا و92 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى