سياسي سوداني لـ”أخبار الغد”: السيطرة على دارفور تفاقم الأزمات وتفتح الباب لمخاطر إقليمية
يشهد إقليم الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصاعدًا في حدة الصراع المسلح للشهر الرابع على التوالي، مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
تعتبر الفاشر آخر مدينة رئيسية في الإقليم التي لا يزال الجيش يسيطر عليها، بعد أن استولت قوات الدعم السريع على أكثر من 90% من مناطق الإقليم. هذا التصاعد في القتال يثير التساؤلات حول أهمية إقليم دارفور ودوره في موازين الحرب السودانية التي امتدت لأكثر من عام ونصف.
وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي السوداني آدم المهدي في تصريح لموقع “أخبار الغد” أن أهمية إقليم دارفور تكمن في كونه يشكل عمقًا استراتيجيًا على المستويين الداخلي والخارجي للسودان،
حيث يرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع أربع دول. وأضاف أن السيطرة على دارفور تعني من الناحية العسكرية التحكم في خط الدفاع الغربي الأول الذي يحمي باقي مناطق السودان، بما في ذلك ولايات كردفان، والشمالية، ونهر النيل.
كما أشار المهدي إلى أن الإقليم يحتوي على تعقيدات إثنية وأمنية وسياسية محلية وإقليمية تجعله نقطة محورية في الصراع السوداني. بالإضافة إلى ذلك، يعد دارفور موطنًا لاحتياطيات ضخمة من الموارد والثروات، مما يزيد من أهميته الجيوسياسية في المنطقة.
من جانب آخر، تثير حرب السودان مخاوف عالمية بسبب تداعياتها على منطقة دارفور، حيث تزداد المخاوف من تزايد الهجرة غير النظامية وانتشار تهريب الأسلحة عبر الحدود.
وتشير تقارير إلى وجود أكثر من 6 ملايين قطعة سلاح غير شرعية في المنطقة، تستخدمها جماعات إرهابية خارج سيطرة حكوماتها، مما يهدد الاستقرار في الدول المجاورة.