حوارات وتحقيقاتمصر

باحث سياسي لـ”أخبار الغد”: إثيوبيا تهدد الأمن القومي المصري والإفريقي بدعم التمرد والانفصال

تزايدت في الآونة الأخيرة المخاوف بشأن تأثير السياسات الإثيوبية على الاستقرار في القارة الأفريقية، وسط تصاعد التوترات بين دول المنطقة نتيجة تحركات إثيوبيا أحادية الجانب.

فقد اتخذت الحكومة الإثيوبية عدة خطوات من شأنها تهديد وحدة وسيادة دول مجاورة مثل الصومال، فضلاً عن دعمها لتحركات تمرد جديدة في مناطق مختلفة من أفريقيا. وتأتي هذه التحركات في وقت تواجه فيه القارة تحديات أمنية وسياسية كبيرة،

مما يثير تساؤلات حول انعكاسات هذه السياسات على الأمن القومي الأفريقي، وخاصة بالنسبة لدول مثل مصر التي تلعب دورًا محوريًا في دعم الاستقرار الإقليمي.

في هذا السياق قال د. حسام عثمان، نائب رئيس مركز سعود زايد للدراسات البحثية، أن إثيوبيا تسعى لزعزعة الاستقرار في القارة الأفريقية من خلال خطوات أحادية الجانب تساهم في تعميق الأزمات الإقليمية.

وأشار عثمان في تصريحات خاصة لموقع “أخبار الغد” إلى أن أحد أبرز تلك الخطوات هو توقيع إثيوبيا اتفاقية مع إقليم انفصالي يهدد وحدة وسيادة الصومال، مما يثير قلقًا دوليًا وإقليميًا بشأن تداعيات هذه التحركات على استقرار المنطقة.

وأضاف عثمان أن إثيوبيا لا تكتفي بالتدخل في شؤون الصومال فحسب، بل إنها تدعم تحركات تمرد جديدة في مناطق أفريقية أخرى، ما يهدد الأمن القومي الأفريقي بشكل عام، والمصري بشكل خاص.

وأوضح أن هذه التحركات من قبل الحكومة الإثيوبية تعد خرقًا واضحًا لمبادئ السيادة واحترام الحدود المعترف بها دوليًا، وهو ما يثير قلق دول الجوار ويزيد من حدة التوترات السياسية والأمنية.

وأكد عثمان أن موقف مصر ثابت وداعم لسيادة الدول والالتزام بالقرارات الدولية، مشددًا على أن القاهرة لن تتراجع عن دعم وحدة الصومال وسلامة أراضيه.

وأوضح أن مصر لن تنجر إلى أي توتر من شأنه تهديد استقرار المنطقة، لكنها في الوقت نفسه لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التحركات التي تزعزع الاستقرار وتهدد الأمن القومي المصري والأفريقي.

وأشار إلى أن الدور المصري في أفريقيا كان دائمًا داعمًا للاستقرار والتنمية، وأن مصر تعمل على تعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة. وفي ظل هذه الظروف، يرى عثمان أن استمرار إثيوبيا في اتخاذ هذه الخطوات الأحادية يهدد بإشعال المزيد من الصراعات الإقليمية ويعطل الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في القارة الأفريقية.

وختم عثمان تصريحاته بالقول إن على المجتمع الدولي أن يتدخل للحد من هذه التصرفات التي تنذر بعواقب وخيمة على الأمن والسلم الإقليميين، مؤكدًا أن مصر ستواصل دورها القيادي في الدفاع عن سيادة الدول الأفريقية وحماية الأمن القومي للقارة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى