صحافة عبرية

تفجير أجهزة البيجر في لبنان يكشف أساليب إسرائيل السرية

في حادثة تُعتبر واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية جرأة، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن أجهزة البيجر التي استخدمها عناصر حزب الله في لبنان قد تم تفجيرها بطرق فردية، ما يعني أن كل جهاز قد استُهدف على حدة.

وتُعزى هذه العملية إلى عميلة استخباراتية شابة، تبلغ من العمر حوالي ثلاثين عاماً، وهي المخطط الرئيسي لهذا الهجوم. ولكن الغموض ما زال يكتنف تفاصيل كيفية زراعة المتفجرات في الآلاف من أجهزة البيجر وإيصالها إلى عناصر حزب الله.

تشير التقارير إلى أن هذه العملية ستظل محفورة في الذاكرة بوصفها إحدى أكثر العمليات شجاعة وتعقيداً في التاريخ الحديث. فعلى الرغم من الانتقادات بشأن عشوائية الهجمات، أوضحت القناة التلفزيونية الإسرائيلية أن كل تفجير كان مُخططاً له بدقة.

وبحسب ما ورد، كان المهاجمون مدركين تماماً لهوية المستهدفين، ما يضمن عدم إصابة أي مدنيين غير مستهدفين أثناء الهجمات.

أشارت القناة إلى أن كل جهاز كان له ترتيباته الخاصة، مما ساعد في تحديد الأهداف بدقة. ورغم الاتهامات الدولية بأن هذه الهجمات كانت “عشوائية”، تؤكد مصادر أمنية أنها كانت تستهدف أعضاء حزب الله فقط، وهو ما يعكس مستوى عالٍ من التخطيط والتنظيم. ففي الوقت الذي يتعرض فيه المدنيون للخطر، يسعى المخططون إلى تقليل الأضرار الجانبية إلى أدنى حد.

تقول التقارير إن العدد الإجمالي للضحايا جراء هذه الهجمات تجاوز 37 قتيلاً و3000 مصاب، مما يشمل العديد من عناصر حزب الله، وهو ما يعكس التأثير المدمر للعملية. ومع ذلك، تبقى هناك آراء أكاديمية تدعم فرضية الدقة في هذه الهجمات، حيث تم توزيع الأجهزة بشكل استراتيجي بين أعضاء الحزب.

هذا وقد دعت منظمات حقوق الإنسان إلى تحقيقات مستقلة في هذه الحوادث، مشيرة إلى أن تلك الهجمات قد تكون قد انتهكت القوانين الدولية، وفقاً لتقارير نشرتها شبكات إخبارية أمريكية.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر أمنية بأن العشرات من الآلاف من أجهزة البيجر تم إنتاجها بمواصفات دقيقة تجعلها تبدو عادية، مما يعكس مستوى عالٍ من البراعة في العملية.

قامت الحكومة الإسرائيلية بتعزيز الإجراءات ضد حزب الله، ويبدو أن هذه العمليات تأتي في إطار استراتيجية أكبر تهدف إلى إضعاف قوة الحزب في المنطقة.

ويُذكر أن حزب الله قد زاد من اقتنائه لأجهزة البيجر بعد مقتل أحد قادته في غارة سابقة، مما يعكس خشيته المتزايدة من المخاطر المرتبطة بالهواتف المحمولة.

وفي ضوء التصعيد المتسارع بين الجانبين، أدت الغارات الإسرائيلية الأخيرة إلى وقوع مزيد من الضحايا في لبنان، حيث أفادت وزارة الصحة اللبنانية بمقتل ثلاثة أشخاص. في المقابل، اضطر مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الاحتماء في الملاجئ نتيجة التوتر المتصاعد.

تتوالى ردود الفعل على هذه الهجمات، حيث اتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء تفجيرات البيجر، إلا أن الأخيرة نفت هذه الاتهامات. وأكد الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، أن هناك العديد من الأعداء لحزب الله، مما يضيف بعدًا آخر إلى الصراع المستمر.

يؤكد هذا الحدث على الطبيعة المعقدة للصراعات في المنطقة، حيث تتداخل السياسات الداخلية والدولية، مما يجعل من الصعب تحقيق أي نوع من السلام الدائم. وبذلك، يبقى الوضع في لبنان وإسرائيل شديد التقلب، مع احتمال تصاعد الأوضاع في أي لحظة.

وتكشف هذه الحادثة عن جوانب جديدة من الصراع الإسرائيلي اللبناني، وتسلط الضوء على الأساليب السرية والتقنيات المتقدمة التي تستخدمها الأطراف في الصراع، مما يزيد من تعقيد الصورة العامة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى