مصرمقالات ورأى

د. أيمن نور يكتب: مصر كبيرة عليك

خاطرة من وحي الصباح الخريفي
معفرة بتراب الواقع وخبرة الحياة.
سؤال جوهري يلح كلما اشاهد بعض كبار المسئولين او صغارهم يتحدثون بعجز عن المصاعب التي تواجههم للتغلب على بعض المشاكل التي يعاني منها الناس في ‎ مصر

والسؤال هو:-
هل تكتسب مشاكلنا الضخامة من طبيعتها، أم أن قاماتنا هي الضئيله بالقدر الذي يجعلها تنحني أمامها؟‼️
قلت منذ سنوات لمشروع رئيس تحت التشطيب
مصر كبيره عليك


وكثيرا ما اراجع نفسي في السنوات الاخيره في هذه المقوله التي اعتقد ان الاصح والاوفق ان اعيد صياغتها لتكون:-
انت صغير جداً على مصر

في قصة قد تبدو بسيطة، نجد شابًا مصريًا يتلمس طريقه فيعتريه شعور عميق بالانزعاج والفشل في مواجهة المشاكل و الأحداث الجارية حوله.

توجه الشاب إلى أستاذه، الذي كان له بمثابة منارة في عتمة الفهم. فطلب الأستاذ من الشاب أن يأخذ ملعقة من الملح ويضيفها إلى كوب من الماء، ثم يتذوقه. وعندما فعل الشاب ذلك، شعر بطعم الملح الطاغي في الماء، مما جعله يدرك مدى تأثير الملح وصعوبة احتمال طعمه.
ثم جاء الدرس الأهم:
حيث طلب الأستاذ من الشاب أن يلقي بنفس ملعقة الملح في نهر النيل ، ويأخذ جرعه من ماء النهر ليتذوقه.
وعندما فعل الشاب ذلك، وجد أن طعم الملح لم يكن له أثر في مياه النيل، مما أعطى للدرس بعدًا أعمق.
لقد علمه الأستاذ أن المشكلة تكمن في كميه الماء وقدرتها على استيعاب الملح وليست في ملعقه الملح بذاتها، فاتساع نهر الخبره والمعرفة، يمكن أن يجعللك تحمل الأثقال دون أن يشعر بثقلها.

وهنا، تكمن الفلسفة العميقة لقصه التلميذ -قليل الخبرة والمعرفة
فالأوجاع اليوميه والحياتية التي تعتصر قلوبنا وشعوبنا هي كملح الحياة، موجودة في كل مكان، ولكن طريقة استيعابنا لها تحدد مدى تأثيرها علينا.
هل نختار أن نكون كالأكواب، محدودة السعة، أم نكون كالأنهار، جارية بمرونة، تحمل كل ما يواجهنا دون أن يتوقف جرياننا؟

أتذكَّر دوماً مقولة الراحل أبو عمار:
“يا جبل ما يهزك ريح.”
هذه العبارة كانت بمثابة تذكير دائم في حياتي بأن الثبات والقوة تأتي من الفهم العميق والقدرة على التكيف مع الظروف مهما كانت شده الرياح.

لذا، دعونا نعيد النظر في مشاكلنا. لنفكر: هل هي حقًا بمثل هذه الضخامة، أم أننا بحاجة إلى توسيع دائرة اختيارنا و آفاقنا وأحاسيسنا؟ إن الحياة ليست أكثر من مجموعة من التجارب والأحاسيس، والقدرة على احتواء الألم قد تكون مفتاحًا لتجاوز العقبات والصعوبات.

في النهاية، إن الإجابة ليست في حجم المشكلات،


بل في رحابة خبرتنا وقلوبنا وعقولنا وقدرتنا في استيعاب الٱخر والقبول به
فلتكن نهرًا يجري، يفيض بالمرونة،والانسانيه والتسامح~فسعة الفهم يمكن أن تحول الألم إلى دروس وأمل في المستقبل، والمشاكل إلى فرص للإصلاح والتغيير .

تذكر دائمًا:
مصر كبيره عليك- فإما أن تكبر لها -تكبر هي عليك وتكبر مشاكلها ومشاكلك في إدارتها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى