تقارير

أسيوط تحت الرحمة: فساد المقاولين وإهمال المسؤولين يعصفان بالبنية التحتية

تسير الحياة في شوارع أسيوط بكل تعقيداتها، تُثقل كاهل المواطن الذي يعاني يومياً من تدهور حالة الطرق والبنية التحتية.

ومشهد الشوارع المتهالكة والحفر العميقة لم يعد مشهداً عادياً أو مألوفاً، بل أصبح حقيقة مُرة يعيشها الجميع.

وفي هذا التحقيق موقع “أخبار الغد” يستعرض آراء المواطنين والمختصين حول هذا الوضع الكارثي، بينما نتناول الأسباب الجذرية وراء ذلك، سواء كانت فاسدة أو ناتجة عن إهمال واضح من المسؤولين.

الواقع المرير

زارت “مريم حسن”، ربة منزل في العقد الرابع من عمرها، إحدى أشهر شوارع أسيوط، حيث عبرت عن استيائها: “لا أستطيع نقل أطفالي إلى المدرسة بسلام دون خوف من الحوادث. الطرق هنا باتت خطرًا حقيقيًا علينا جميعًا.”

لم يكن كلام مريم سوى صوت من أصوات عديدة، فالكثيرون في أسيوط يشعرون بأنه لا يوجد أي تحسن على الرغم من الوعود المتكررة من الجهات الحكومية بتحسين البنية التحتية.

المشكلة الأعمق

من جهة أخرى، قال “دكتور عادل رشدي”، خبير في مجال البنية التحتية، إن “الفساد المالي في مشاريع الطرق يمثل مشكلة كبرى. يتقاعس المقاولون عن إتمام الأعمال بشكل جيد لابتزاز المزيد من الأموال، بينما تتغاضى الحكومة عن ذلك.”

حيث يُظهر العديد من التقارير والبيانات أن وزارة النقل والمواصلات خصصت ميزانيات ضخمة لتحسين الطرق، لكن الفساد المستشري في القطاع التنفيذي أدى إلى تبديد تلك الأموال دون جدوى.

الشهادات الحية

أحد المواطنين، “حسن محمد”، أعلن غضبه قائلاً: “أطفالنا يسيرون في طرق مدمرة، وكلما سألنا المسؤولين، كانت الإجابة دائما ‘سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة’، لكننا نصطدم بنفس الطرق المتهالكة.”

هذا شعور متواتر بين الأهالي، حيث يتم رصد فترات طويلة من الانتظار دون أي تحسين ملموس. ويكفي أن يتجول المرء في شوارع أسيوط ليكتشف الواقع المُزري.

آراء المتخصصين

من الضروري دعوة مختصين في مجال الهندسة المدنية والإدارة الحكومية للاستماع إلى آرائهم. حيث يعبر “المهندس كريم سامي” عن استيائه بقوله: “هناك قصور في الرقابة على جودة التنفيذ. المشاريع تُطرح دون جدوى، مما يؤدي إلى أسوأ الظروف.”

كما أن “دكتور رانيا الليثي”، أستاذة في علم الاجتماع، تُشير إلى أن الوضع الحالي يُسهم في زيادة الاستياء الاجتماعي وفقدان الثقة في الحكومة. وتقول: “عندما يرَ المواطن أن الأموال التي يُدفعها كضرائب تُهدر ولا تُستثمر بشكل جيد، بالطبع ستتأجج مشاعر الرفض والغضب.”

الواقع واستشراف المستقبل

هل هناك أمل في التحسين؟ يُعتبر هذا السؤال محيرًا للكثيرين. بينما تعد الدولة ببرامج تطويرية، فإن هناك شكوكا حول جدوى تلك الوعود. وعلق “المهندس سامي” قائلاً: “إذا استمر الوضع كما هو عليه، فلن يكون لدينا خيار سوى الانفجار الاجتماعي.”

أما “صلاح الدين العيسوي”، ناشط في المجتمع المدني، فوعد بأن يكون هناك تحركات شعبية للمطالبة بتحسين العام والضغط على المسؤولين لأخذ دورهم.

صرخة للمستقبل

تستمر صرخات المواطنين في الارتقاء بالموضوع، ويأمل الجميع في أن يسفر هذا التحقيق عن تحركات حقيقية للحد من الفساد والتلاعب. علينا أن نكون صوتاً واضحًا ضد الإهمال.

حان الوقت لجعل المسؤولين والمقاولين يتعاونون لصالح المجتمع. إن عدم الالتفاف على مصالح الناس لم يعد خيارًا مقبولاً، بل هو تحدٍ يتطلب حلاً سريعًا.

وإلى متى ستظل أسيوط تحت وطأة الفساد والإهمال؟ الوقت هو الآن لإحداث التغيير، والشفافية هي السبيل لذلك.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى