عربي ودولى

صراع بلا حدود: تصعيد مرعب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

مع اشتعال فتيل النزاع بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية على الحدود، تتعالى الأصوات من داخل الأوساط الأميركية محذرة من مخاطر توسع دائرة الحرب.

حيث شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا يهدد بإشعال فتيل مواجهة شاملة قد تتجاوز الحدود.

ومسؤولون أميركيون عبّروا عن قلقهم، مشيرين إلى توقعات بحدوث تصعيد خطير خلال الأيام القليلة المقبلة.

إلا أنهم أكدوا أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات على استعدادات إسرائيلية للقيام بعملية غزو بري.

الاشتباكات جاءت بعد إطلاق حزب الله ثلاثة رشقات من الصواريخ باتجاه مناطق الجليل وجنوب شرق حيفا، حيث استهدفت هذه الهجمات قاعدة رامات ديفيد الجوية، في ردٍ على ما وصفه الحزب بـ “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة”.

أكد الحزب أنه أطلق أكثر من 100 صاروخ في يوم واحد، بينما جاء الرد الإسرائيلي سريعًا من خلال غارات جوية استهدفت عدة بلدات في الجنوب اللبناني.

وفي تطور آخر، أعادت الخارجية الأميركية تأكيدها على ضرورة مغادرة المواطنين الأميركيين المناطق الجنوبية من لبنان،

بالإضافة إلى المناطق القريبة من الحدود السورية وتجمعات اللاجئين، في خطوة تعكس تزايد المخاوف من تصاعد الأوضاع الأمنية.

والتوتر الحالي جاء بعد غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يجتمع عدد من قيادات حزب الله، وأسفرت عن مقتل 16 منهم، بينهم مسؤول بارز في الوحدة العسكرية.

والحادث زاد من وتيرة التصعيد، خاصة بعد تفجير أجهزتهم اللاسلكية، والذي أسفر عن مقتل عشرات وإصابة أكثر من 2800 شخص.

منذ انطلاق النزاع في غزة بداية أكتوبر، لم تتوقف المواجهات على الحدود اللبنانية، حيث شهدت اشتباكات شبه يومية.

ورغم تلك الاشتباكات، إلا أنها كانت ضمن حدود معينة حتى إعلان إسرائيل عن انتقال المعركة إلى مرحلة جديدة بعد عملية البيجر.

حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، وصف الهجمات الإسرائيلية بأنها “إعلان حرب”، مهددًا بـ “حساب عسير”.

تقارير إعلامية إسرائيلية أفادت بأن حزب الله استخدم لأول مرة منذ عام 2006 صواريخ “فجر 5” في هجماته على الشمال، حيث أطلق أكثر من 100 صاروخ،

مما أدى إلى تفعيل صافرات الإنذار في 74 مستوطنة داخل الأراضي الإسرائيلية. مصادر عبرية أكدت أن الهجوم شمل ستة صواريخ من نوع فجر 330 ملم.

وكشف تقرير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية عن تنوع ترسانة حزب الله من الصواريخ، بما في ذلك أنواع متعددة من صواريخ “الكاتيوشا” و”فجر” بأنواعها، مما يعكس قدرة الحزب على تنفيذ هجمات بعيدة المدى.

وفي الأثناء، أفاد الجيش الإسرائيلي بإسقاط أهداف جوية قادمة من العراق قبل دخولها الأجواء الإسرائيلية.

الصراع لم يتوقف عند هذا الحد، بل عادت الانفجارات لتدوي في سماء الشمال الإسرائيلي.

وإطلاق دفعة جديدة من الصواريخ للمرة الثالثة في غضون ساعات من لبنان، بينما حزب الله أعلن استهداف قاعدة رامات ديفيد مجددًا بعشرات الصواريخ، مستندًا إلى مبررات ردا على الاعتداءات الإسرائيلية.

وعلى الجانب الأميركي، تُبدي إدارة بايدن قلقًا متزايدًا من إمكانية اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.

ورغم الضغوط العسكرية التي تمارسها إسرائيل، تواصل إدارة بايدن البحث عن سبل لفصل حزب الله عن حركة حماس، لكنها لم تحقق تقدمًا يُذكر حتى الآن.

والتوترات أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان المناطق الحدودية، حيث تجاوز عدد القتلى في لبنان منذ بداية الصراع 740 شخصًا، ما يعكس مستوى الدمار والمعاناة الذي يعيشه الشعب اللبناني.

والمواجهات الحالية هي الأسوأ بين الطرفين منذ حرب 2006، ويبدو أن كل المؤشرات تدل على أن الوضع قد يتفاقم أكثر في الأيام القادمة.

وهذه الأزمة تعكس تعقيدات الصراع الإقليمي، حيث تتداخل الأبعاد المحلية مع المصالح الدولية. يظل الأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي بعيد المنال،

بينما تزداد حدّة العنف ويدفع المدنيون الثمن. في ظل هذه الأوضاع، يبقى السؤال مطروحًا: إلى أين تتجه المنطقة وسط تصاعد التوترات؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button