عربي ودولى

فسيفساء هرقل: عملية استرداد تاريخية وسط قضايا التهريب والفساد

تدخلت الحكومة السورية في قضية معقدة تتعلق بفسيفساء هرقل الشهيرة، بعد صدور حكم قضائي في الولايات المتحدة يقضي بسجن رجل من كاليفورنيا لتهريبه هذه القطعة الفنية التاريخية.

وتزن الفسيفساء، التي تعود أصولها إلى الإمبراطورية الرومانية، حوالي 2000 رطل، ويمثل تهريبها ضربة موجعة للتراث الثقافي السوري.

أفاد مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا، محمد نظير عوض، بأن المديرية قامت باتخاذ خطوات متعددة لاستعادة الفسيفساء المفقودة،

مؤكدًا على أن هناك مراسلات رسمية تمت بين وزارة الخارجية والمغتربين السورية ونظيرتها الأمريكية بغية ضمان إعادتها وعدم السماح ببيعها في أي سوق غير قانونية.

وتظهر هذه القضية الجوانب المظلمة للاتجار بالتحف والآثار، حيث تواجه السلطات تحديات كبيرة في مكافحة هذه الظاهرة التي تهدد التراث والثقافة الإنسانية.

ومن المتوقع أن تلقي هذه الإجراءات الضوء على أهمية التعاون الدولي في مجال حماية الآثار والمواقع الثقافية، وخاصة في ظل الأزمات التي تمر بها بعض الدول.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها المديرية، بما في ذلك غياب التمثيل الدبلوماسي الكافي للتعامل مع الملف، فإن الجهود مستمرة لاستعادة القطعة المسروقة.

ويشير عوض إلى أن وجود معلومات متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول سرقة الفسيفساء يعد جزءاً مهماً من الاستراتيجية المتبعة لإدارة هذا الملف المعقد.

وتأتي هذه الحادثة في ظل ظروف صعبة يعاني منها التراث الثقافي السوري، مما يزيد من أهمية الحفاظ على الآثار المتبقية وتسجيلها، لضمان عدم تعرضها للسرقة أو التهريب.

ويؤكد عوض أن استعادة “فسيفساء هرقل” ليست مجرد عملية قانونية، بل تمثل أيضاً محاولة لاستعادة الهوية الثقافية والتاريخية للبلاد في مواجهة التحديات الراهنة.

والجهود الدولية والمحلية المتواصلة لاسترداد هذه القطعة تعكس الأهمية البالغة التي توليها سورية لتراثها الثقافي، وسط واقع مؤلم يتطلب تضافر الجهود على جميع الأصعدة.

والأوساط الثقافية والمهتمون بالآثار يستقبلون هذه الجهود بتفاؤل حذر، متنبهين إلى ضرورة الضغط على الجهات المعنية لاستعادة جميع القطع الأثرية المسروقة والمهربة.

ويستعد المجتمع الدولي لمراقبة هذه العملية عن كثب، حيث تسلط الضوء على التحديات التي تواجه حماية التراث الثقافي في زمن الحروب والنزاعات.

والقضية تعكس أيضًا أهمية الالتزام الدولي بحماية الفنون والتراث، في عالم يعاني من فوضى التهريب والتجارة غير المشروعة.

وإن استعادة فسيفساء هرقل ليست مجرد مسألة قانونية، بل هي رسالة قوية عن التمسك بالهوية الثقافية وحماية تاريخ الأمم من الضياع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى