مقالات ورأى

د.عبد الفتاح طوقان يكتب: رؤية التحديث الاقتصادي

حكومة د.بشر الخصاونة رحلت و هي التي ادعت ان لديها خطة تحديث اقتصادي أساسها فرصة عمل لمليون شاب، رفع الدخل ٣ بالمئة، جعل مدينة أردنية من اهم ١٠٠ مدن مصنفة في العالم ، رفع ترتيب الأردن في مؤشر التنافسية العالمية ليصبح ضمن اعلى ٣٠٪، رفع نسبة الراضين عن نوعية الحياة بين الأردنيين لتصل الي ٨٠٪، رفع ترتيب الأردن في مؤشر تنافسية الاستدامة العالمية ليصبح ضمن اعلي ٤٠٪ ، رفع ترتيب الأردن في مؤشر”ليغاتوم” للازدهار ليصبح ضمن اعلى ٣٠٪ و غيرها من أهداف الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة السابقة و عرضتها علي جلالة الملك عبد الله الثاني بشرائح ملونة تحمل ألوان العلم الأردني و حدد التنفيذ ضمن فتره زمنية من ٢٠٢٢ الي ٢٠٢٥و لم يتحقق منها أي شيء ، و يريد دولة الرئيس المكلف د.جعفر حسان ان يكمل إنجازات الحكومة التي سبقته ولم تحقق أي شيء من أهداف الاستراتيجية فعلى أي مضمون يبني “فهلوة إكمال إنجاز السابق الذي لم ينجز؟ و اكثر من نصف وزرائه هم من الحكومة التي لم تنجز!!!!”. لماذا نضحك علي انفسنا و نقلل من ذكاء الشارع وعفويته.

و أستعير بعض أبيات من “نبتدى منين الحكاية” أغنية الفنان عبد الحليم حافظ من كلمات محمد حمزة وألحان محمد عبد الوهاب زوج السيدة نهله القدسي التي خلعت زوجها الأول دولة رئيس الوزراء الأردني عبد المنعم الرفاعي ، و هي أغنية عام ١٩٧٥:

“قابلنا أنا وانت في مشوارنا حاجات كثير جرحت غيرنا ” ، و اقصد الشعب قابل كثير من أفعال حكومات جرحته.

“تعالى نقول لغيرنا أنا وانت ازاى قدرنا نبعد عن آي عذاب ونعيش علي طول احباب “، و اقصد كيف الوزراء و روؤساء الحكومات قدروا ان يبتعدوا عن كل المشاق والعذاب الذي تعرض ويتعرض له الشعب و عاشوا على طول احباب في رحم الدوار الرابع بلا عذاب ولا مشقه.

و أيضا كانت محبه و التأييد الاعمى من بعض المعينيين من النواب لهم دوما تبعدهم عن كل عذاب و كل فقدان للثقة مثلما البيت يقول : ” نحضن فرحتنا سوا و نبقي علي طول احباب” ثقة ثم ثقة ثم ثقة ولا إنجاز ولا تحديث ولاخلافه.

بداية الحكاية إذا أريد لها النجاح وأساسها  أولا “الصراحة و المكاشفة” و التي يجب ان تنشر معلومات صحيحة كاملة دون تغييب و تجميل وأن يعرفها كل من سيشارك في الاجتماع و الشعب ايضا، منها ذكرا لا حصرا المديونية الكاملة للاردن المدنية ، العسكرية ، من بنوك داخلية ، من الضمان الاجتماعي، من الدول المانحة ، من المؤسسات الدولية ، مدتها وقيمة الفوائد السنوية وعدد سنوات السداد و خطة الحكومة للتعامل معها كيف و متي و من اين؟.

ثانيا قيمة كل المعونات التي وردت للمملكة خلال العشر سنوات الماضية ومعها قيمة الشركات المباعه و أموال الخصخصة، اين صرفت وكم منها لم يدخل الموازنه وأسباب ذلك واين ذهبت ؟

ثالثا : كم عدد وقيمة الدنانير التي تطبع سنويا رسميا ، كم النقد المتداول ، كم النقد داخل الأردن و كم هو في الخارج ؟ كم يوجد في البنك المركزي كميات مطبوعة غير مستخدمة ، وهل يوجد طباعه واغراق للسوق بشكل غير رسمي خارج المعلن ؟

رابعا : من هم ممثلي الحكومة من وزراء في مجالس الإدارات للشركات المختلفة و كم رواتبهم و كيف اختيارهم؟

خامسا: كم هي ميزانية القوات المسلحة ومن اين يتم تمويلها ؟ ، كم قيمة المساعدات السنوية لها من الولايات المتحدة الامريكية ، ومقابل أي نوعية من الخدمات ؟

سادسا : كم هي اجمالي خسارات الشركات المساهمة بها في الحكومة ؟و كيف سيتم اطفائها او التعامل معها؟

سابعا : كيف تم بيع الناقل الرسمي ” الملكية الأردنية ” و كم خسارتها وشروط التعاقد وعقد البيع وأين ذهبت أموال بيع الطائرات ؟

ما هو هدف رؤية التحديث الاقتصادي ؟ سداد الديون ؟ سداد فوائد الديون ؟ مزيد من الاستدانة ؟ سنوات التدرج والعوائد سلبا و إيجابا؟

ثامنا : ما هي شروط البنك الدولي ؟

تاسعا : ماذ سيحدث للرؤية التي وضعت ٢٠٢٠ الي ٢٠٢٥ و خطة ٢٠٢٦-٢٠٣٠ القادمة ؟ ام انه سيلقى بهما في سلة المهملات؟ و لماذا لم يطبق شيئا منهما ؟ و لماذا فشلت الحكومة السابقة و لم تنجز أي منها ؟ و هل حكومة عرجاء تضم ١٤ وزيرا من حكومة فشلت في إنجاز الرؤية قادرة علي إنجاز ما تم إنجازه ؟

عاشرا : هل سنري إنشاء “محكمة اقتصادية عليا ” علي غرار محاكم عسكرية وأمن الدولة ؟

ليس المطلوب اجتماع ” اللقطة” لإظهار ان الحكومة التي لم تحظ بعد بالثقة انها تعمل وانها اقتصادية و قادرة خصوصا و انها لازالت مكلفة رغم انها تتلقى التهاني في وقت غزة تحت القصف والإبادة ولم يصدر عنها شيء نحو ذلك بل تجاهل تام ، ولبنان تقصف بالطائرات المعادية وتم ضرب بيروت اليوم وتم تفجير خمس الاف هاتف و بيجر وقتل أبرياء بينما التهاني و التبريكات لحكومة د.جعفر حسان مستمرة في الدوار الرابع كآنما الحكومة حصدت الثقة مسبقا ، وان الوضع العربي يعيش عرس تهنئة حكومة أردنية جديدة والدماء لم تنشف بعد !!

ليست هكذا تدار الأمور ولا هكذا نبتدي الحكاية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى