النقل العام في مصر: 12.8 ألف أتوبيس فقط لخدمة 104 مليون نسمة
تشهد مصر أزمة خانقة في وسائل النقل العامة، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن عدد الأتوبيسات العامة لا يتجاوز 12.8 ألف أتوبيس حتى نهاية عام 2023. مما يعني أن هناك 12 أتوبيسًا فقط لكل 100 ألف شخص، في ظل زيادة سكانية تتجاوز 104 ملايين نسمة.
تطرح هذه الأرقام تساؤلات حادة حول مدى كفاءة النظام الحالي في تلبية احتياجات المواطنين. مع تزايد الضغط على البنية التحتية والنمو السكاني المتسارع، يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين الطلب على وسائل النقل العامة والعرض المتاح.
فعلى الرغم من الحاجة الملحة لتطوير هذا القطاع الحيوي، لا تزال الحكومة عاجزة عن توفير الحد الأدنى من الخدمات.
تسبب النقص الحاد في عدد الأتوبيسات في ازدحام مروري غير مسبوق، مما يزيد من أوقات الانتظار ويجعل التنقل مهمة شاقة للمواطنين.
ويعاني الكثير من الركاب من مشكلات مثل عدم توافر الأتوبيسات في المواعيد المحددة، مما يجبرهم على البحث عن بدائل أخرى، مثل التاكسي أو المواصلات الخاصة، والتي لا تناسب كل الفئات الاجتماعية.
وعلى الرغم من محاولات الحكومة لزيادة عدد الأتوبيسات، إلا أن الحلول المقدمة حتى الآن لم تكن كافية لمواجهة هذه الأزمة المتفاقمة.
فقد بات من الواضح أن التخطيط الفعال والرؤية الاستراتيجية هما السبيلان الوحيدان لضمان توفير وسائل النقل العامة المناسبة، والتي تُعد ضرورة ملحة لتحسين جودة الحياة.
إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسيواجه المواطنون مستقبلاً مظلماً في ظل عدم وجود خطة واضحة لإعادة هيكلة نظام النقل العام.
ومن الواضح أن الحاجة ملحة لإعادة النظر في سياسات النقل الحالية واستكشاف حلول مبتكرة، تضمن تلبية احتياجات الشعب المصري وتخفيف الأعباء اليومية التي يتكبدها في تنقلاته.
