صدمة في عالم الدواء: السوق المصري يشهد قفزة هائلة تخفي وراءها كوارث صحية
في تحول غير مسبوق، سجل سوق الأدوية في مصر ارتفاعاً مذهلاً ليصل إلى 215 مليار جنيه في عام 2023، مقارنة بـ 40 مليار جنيه فقط في عام 2014.
وهذه الأرقام تُظهر نمواً يفوق الخيال، حيث تضاعف السوق أكثر من خمس مرات خلال تسع سنوات. ولكن خلف هذا النجاح الظاهر يكمن واقع مقلق ينذر بكارثة صحية حقيقية.
التوسع السريع في هذا القطاع لا يعكس فقط زيادة في الطلب، بل يُسلط الضوء أيضاً على أزمات متعددة تتعلق بالشفافية والتنظيم.
وفي الوقت الذي يتزايد فيه استهلاك الأدوية، يُطرح تساؤل كبير حول الجودة والمصدر، مع تزايد المخاوف من الأدوية المغشوشة وغياب الرقابة الفعالة.
وإن هذا الارتفاع الكبير في حجم السوق قد يُعتبر بمثابة جرس إنذار، خاصة في ظل تزايد حالات التسمم الدوائي والأدوية غير المعتمدة.
يشير الخبراء إلى أن هذه القفزة في السوق ليست مجرد علامة على زيادة الاستهلاك، بل تعكس أيضاً أزمة ثقة بين المواطنين والنظام الصحي.
فمع تزايد عدد الأمراض المزمنة والحاجة الماسة إلى أدوية فعالة، ينظر المواطنون بقلق إلى الخيارات المتاحة، مما يثير جدلاً واسعاً حول سلامة الدواء ومراقبة الأسواق.
أضف إلى ذلك، أن هذه الزيادة الحادة قد تساهم في تفشي السوق السوداء للأدوية، حيث يُضطر الكثيرون إلى اللجوء إلى مصادر غير موثوقة بحثاً عن علاجات غير متاحة أو باهظة الثمن.
وهذا الوضع ينذر بعواقب وخيمة على الصحة العامة، ويعزز الحاجة الملحة إلى تدخلات عاجلة لضمان سلامة المواطنين.
