العميد سمير راغب لـ”أخبار الغد”: تفجيرات أجهزة البيجر بشكل متزامن سابقة غير مسبوقة
في تصريح خاص لموقع “أخبار الغد” ألقى الخبير الاستراتيجي العميد سمير راغب الضوء على الحادثة الأخيرة المتعلقة بتفجيرات أجهزة البيجر بشكل متزامن، واصفاً إياها بأنها حادثة غير مسبوقة في تاريخ العمليات الاستخباراتية.
وأكد أن هذه العملية المعقدة تمثل خطوة جديدة في مستوى التخطيط والتنفيذ في مجال الحرب الإلكترونية والعمليات الاستخباراتية، وستسجل كإحدى أكثر الحوادث تعقيداً على الصعيد العالمي.
وأوضح العميد راغب أن هذا النوع من العمليات يتطلب مستوى عالياً من التنسيق والقدرة التقنية، حيث تم تفجير آلاف الأجهزة في وقت واحد، مما يشير إلى وجود تحكم دقيق في البنية التحتية للتواصل التي تعتمد عليها تلك الأجهزة.
وبيّن أن هذا النوع من الهجمات ليس مجرد استهداف أمني، بل هو جزء من حرب نفسية تستهدف إرباك المجتمعات وشل حركة المقاومة والضغط على الحكومات.
وأضاف راغب أن إسرائيل قد تكون المتورط الرئيسي في هذه العملية، مُشيرًا إلى أن هناك مؤشرات تدل على احتمالية أن تكون هذه الأجهزة قد تم تصنيعها أو تطويرها في إسرائيل. وأوضح أن هذه الأجهزة ربما تم تصديرها إلى لبنان عبر دولة وسيطة، إما بعلم هذه الدولة أو دون علمها، مما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا على المستوى الدبلوماسي.
وفي سياق آخر، تحدث العميد راغب عن الشركة التايوانية المالكة للعلامة التجارية للأجهزة المنفجرة، مُشيراً إلى أن هناك احتمالية بأن يكون ملاك هذه الشركة أو غيرها من الشركات المشاركة في التصنيع مرتبطين بإسرائيل.
كما أضاف أن هذه الأجهزة قد تكون قد تم تصنيعها جزئيًا أو بالكامل داخل إسرائيل، ثم أُرسلت إلى دولة أخرى ومن ثم تم تصديرها إلى لبنان. وأكد أن هذا النوع من العمليات يتطلب تعقب دقيق لسلسلة التوريد وتدقيق في الجهات المسؤولة عن إدخال هذه الأجهزة إلى البلاد.
ويرى العميد سمير راغب أن هذه العملية ستكون لها تداعيات بعيدة المدى على المستوى الأمني والاستخباراتي، حيث ستدفع الأجهزة الأمنية في مختلف الدول إلى مراجعة أنظمتها وتعاملاتها مع المعدات الإلكترونية والتقنية المستوردة. وأضاف أن هذه العملية تمثل تحذيراً لكل من يتعامل مع التكنولوجيا الحديثة من مخاطر استخدام تقنيات قد تكون مفخخة أو قابلة للاستخدام كأداة في الهجمات الاستخباراتية.
واختتم راغب حديثه بالإشارة إلى أن هذه العملية قد تدفع المجتمع الدولي لمطالبة الشركات التقنية بتوضيح مصادر تصنيع أجهزتها وتعزيز الرقابة على عمليات التوريد والتصدير، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث التي تُحدث خللاً على الصعيدين الأمني والنفسي في الدول المستهدفة.