عربي ودولى

الأورومتوسطي: إبقاء الاحتلال غزة بلا كهرباء وسيلة من وسائل “الإبادة الجماعية”.

قال المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان (مقره جنيف) إن قطع الكهرباء المتعمد عن قطاع غزة، الذي أثر على أكثر من مليوني إنسان منذ حوالي عام، يؤدي إلى نتائج إنسانية كارثية ويعتبر وسيلة للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. وشدد المرصد، في بيان اليوم الخميس، على أن هذا الإجراء “يكاد يكون غير مسبوق تاريخيًا” ويعكس قرارًا سياسيًا يرمي لتدمير الفلسطينيين، وليس مجرد نتيجة للاشتباكات الحربية.

وأشار إلى تصريح وزير حرب الاحتلال، يوآف غالانت، في 7 أكتوبر 2023، الذي قال إنه أمر بفرض حصار كامل على غزة، مع مستقبل بدون كهرباء أو طعام، ووصف الفلسطينيين بأنهم “حيوانات بشرية”. وفي اليوم نفسه، اتخذ وزير الطاقة يسرائيل كاتس قرارًا بقطع الكهرباء، تبعه قرار وزير الجيش بمنع دخول شاحنات الوقود إلى القطاع.

نتيجة لهذه القرارات، توقفت إمدادات الكهرباء القادمة من إسرائيل، التي كانت تصل إلى 120 ميغاواط منذ بداية الحرب، كما تسبب منع الوقود بتعطيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، التي كانت تنتج 80 ميغاواط، مما أدى إلى الإظلام التام.

كما أشار “الأورومتوسطي” إلى أن إسرائيل لم تقتصر على قطع الكهرباء، بل شنت هجمات منهجية على مصادر الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية، ما يدل على وجود سياسة منظمة لتدمير أي مصدر للكهرباء. ولفت المرصد إلى أن غزة كانت تعاني من أزمة كهرباء طيلة 17 عامًا من الحصار، حيث بلغ العجز الكهربائي نحو 60%، مما كان يتفاقم في الصيف.

علاوة على ذلك، ساهم قطع الكهرباء في استخدام التعطيش كأداة حرب، حيث تم قطع مياه الإمداد، مما أثر على عمل محطات تحلية المياه وتسبب في تدهور الظروف المعيشية. وذكر المرصد أن انقطاع الكهرباء أدى أيضًا إلى تراجع حصة الفرد من المياه بنسبة 97% وزيادة استخدام المياه الملوثة.

شملت التأثيرات المترتبة على انقطاع الكهرباء كل جوانب الحياة، ما أدى إلى تعطيل التصنيع والزراعة وتلف المؤن الغذائية وإعاقة التعليم الإلكتروني وإلغاء فرص العمل عن بعد. وقد أدت هذه الأوضاع إلى وفاة العديد من السكان مع آثار نفسية خطيرة على الأطفال الذين نشأوا في ظل انقطاع الكهرباء.

طالب المرصد المجتمع الدولي بالتدخل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة منذ 7 أكتوبر، داعيًا المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في إصدار مذكرات توقيف ضد المسؤولين الإسرائيليين. وتستمر قوات الاحتلال، بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا، في ارتكاب المجازر ضد المدنيين في غزة، في ظل وضع إنساني كارثي ونزوح أكثر من 95% من السكان.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى