فوضى التعليم: أزمة الأنشطة المدرسية تهدد مستقبل الطلاب في النيل للإعلام بأسيوط
في ظاهرة تكشف عن أزمة حادة تضرب النظام التعليمي في مصر، نظّم مركز نيل للإعلام بأسيوط حلقة نقاشية تحت عنوان “الأنشطة المدرسية ودورها في تشكيل شخصية الطالب” في الفترة من 17 إلى 18 سبتمبر 2024.
الفعالية، التي جاءت ضمن الحملة الإعلامية الرئاسية برعاية الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة والدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع “إيد في إيد .. هننجح أكيد”، أظهرت واقعًا مؤلمًا يعكس التحديات التي يواجهها الطلاب في بيئة تعليمية تعاني من الإهمال.
افتتحت اللقاء سحر حسين محمد، مديرة المركز، مشيرة إلى أهمية مبادرات التنمية البشرية التي تهدف إلى تحسين مستوى الحياة.
ولكن مع مرور الوقت، باتت الأسئلة تتزايد حول جدوى هذه المبادرات ومدى تأثيرها الحقيقي على واقع الطلاب، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الأنشطة المدرسية.
أدارت الجلسة الإعلامية فاطمة أحمد حسين، التي استعرضت الأبعاد المختلفة للأنشطة المدرسية. لكن الحديث الأكثر صدمة جاء من الدكتور مصطفى عبد المحسن الحديبي، أستاذ الصحة النفسية، الذي ركز على مشكلات عميقة تعصف بالبيئة المدرسية.
أكد الحديبي أن الأنشطة المدرسية، التي يُفترض أن تساهم في بناء شخصية الطلاب، تُعاني من غياب الدعم والإبداع. وتحدث عن أهمية البيئة النفسية للطالب، مشيرًا إلى أن إهمال الأنشطة يعكس تراجعًا في إمكانية الطلاب لتطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية.
وأضاف الحديبي أن الابتكار، مثل استخدام مسرحة المناهج، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي، لكنه يبقى معلقًا في ظل غياب البنية التحتية المناسبة والدعم الكافي. في هذا السياق، استعرضت الدكتورة سناء محمد زهران، أستاذة بكلية الخدمة الاجتماعية، المعايير الأساسية لتكوين شخصية الطالب، ولكن الحقيقة المؤلمة كانت أن العديد من هذه المعايير تبقى مجرد كلمات على الورق.
ولم تتوقف النقاشات عند هذا الحد، بل تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل لاستكشاف المعوقات التي تعترض طريق الأنشطة المدرسية.
وأظهرت المناقشات عدم اقتناع بعض أولياء الأمور والمديرين بأهمية هذه الأنشطة، إضافة إلى نقص الإمكانيات اللازمة لتنفيذها، مما يجعل جهود بناء شخصية الطالب في مهب الريح.
تجدر الإشارة إلى أن التوصيات التي خرجت بها الحلقة كانت واضحة، حيث دعت إلى ضرورة تخفيف المناهج الدراسية، مما يتيح مساحة أكبر لتنفيذ الأنشطة المدرسية. ولكن هل ستأخذ الجهات المعنية هذه الدعوات على محمل الجد؟ يبقى هذا سؤالًا عالقًا في الأذهان.
حضر اللقاء ممثلون عن القيادات التعليمية، مما يثير الشكوك حول ما إذا كانت لديهم النية الحقيقية لإحداث تغيير. في ظل الظروف الحالية، يبدو أن مستقبل الطلاب في أسيوط يواجه خطرًا كبيرًا، ويحتاج إلى تدخلات عاجلة لإنقاذه.
الأزمة في الأنشطة المدرسية ليست مجرد مشكلة تنظيمية، بل هي انعكاس لحالة تعليمية مأساوية. هل سيتحرك المسؤولون لإنقاذ الجيل الحالي من هذه الفوضى، أم سيستمرون في تجاهل النداءات المتكررة؟ التحديات كبيرة، والأمل في التغيير يتضاءل، ولكن لا يزال هناك متسع للجهود المبذولة لإنقاذ مستقبل الطلاب.