تقاريرسياسةفلسطين

بين لعنة التاريخ وحتمية الزوال .. إسرائيل تنتظر نهايتها الموعودة

بين لعنة التاريخ وحتمية الزوال: إسرائيل تنتظر نهايتها الموعودة
من نبوءة أحمد ياسين إلى ترامب: إجماع الأضداد على زوال إسرائيل

في ظل الأحداث المتسارعة على الساحة الشرق أوسطية، تتبدى ملامح مستقبل مظلم لإسرائيل، حيث تبرز نبوءات تاريخية تؤكد اقتراب نهايتها. تستند هذه الرؤى إلى سلسلة من التصريحات والتحليلات التي تطرقت إلى مصير الدولة العبرية.

تتواتر الأصوات التي تعبر عن قلقها من أن تتحقق نبوءة الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، التي كانت تشير إلى أن إسرائيل لن تستمر طويلاً. كما أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعكس شعوراً متزايداً بين بعض الخبراء والسياسيين حول زوال ذلك الكيان.

تشير التحليلات إلى أن عوامل عدة تقف وراء هذه النبوءات، منها الأزمات الداخلية والخارجية التي تعاني منها إسرائيل، بالإضافة إلى الانتفاضات الشعبية المتزايدة في الأراضي المحتلة. يشدد الخبراء على أن صمود الفلسطينيين وتضامنهم مع قضاياهم يمكن أن يمهد الطريق نحو تغيير جذري في المنطقة.

في عام 1993، وتحديدًا في حلقة من برنامج “شاهد على العصر”، تنبأ الشيخ أحمد ياسين بزوال إسرائيل بين عامي 2025 و2027، مستدلًا بدورات تحسن وتطور الأجيال المتعاقبة، حتى يظهر جيل التحرير. استند في ذلك إلى قصة بني إسرائيل في القرآن الكريم، حيث تاهوا في الصحراء أربعين عامًا ثم جاء جيل قوي محا خنوع الأجداد. يرى الشيخ أن هذا يحدث بالفعل مع الكيان الإسرائيلي، الذي يعاني من تناقضات داخلية، في حين أن فلسطين التاريخية تتطور على المستوى الديمغرافي والجغرافي والاجتماعي.

على النقيض، جاءت نبوءة دونالد ترامب، الذي أراد دعمًا سياسيًا من اللوبي الصهيوني وجماعاته، ليقرأ نفس النهاية، لكن من منظور اقتصادي. أشار ترامب إلى خسائر الشركات الإسرائيلية الكبرى، وهبوط قيمة الشيكل، وإغلاق شركات في شمال إسرائيل بسبب هجمات حزب الله. كانت قراءة ترامب مبنية على الاقتصاد والسياسة، في حين أن الشيخ أحمد ياسين استند إلى العقيدة الدينية ومبدأ المقاومة.

حتمية الزوال: مؤشرات داخلية وخارجية

تزامنت عدة قراءات تؤكد حتمية زوال إسرائيل، من بينها عوامل داخلية تتعلق بالوضع الاجتماعي والسياسي داخل الكيان، وعوامل خارجية ترتبط بدعم المقاومة وصمودها أمام العدو. يشير المفكرون مثل نعوم تشومسكي وإيلان بابيه إلى أن فلسطين تتأثر بذاتها في المقام الأول، ولا تعتمد على الدعم الخارجي إلا إذا كان فعّالًا.

في هذا السياق، يعرب إيلان بابيه في مقاله “سقوط الصهيونية” عن تهافت الفكرة الصهيونية بسبب العوامل التاريخية والدولية الحالية التي تدعم القضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق خلال الـ 76 عامًا الماضية. كما أكد الدكتور والشاعر تميم البرغوثي أن إسرائيل أصبحت “عبئًا على حلفائها”.

الاضطراب الداخلي: لعنة العقد الثامن

منذ مجزرة النصيرات واغتيال إسماعيل هنية، شهد الاحتلال الإسرائيلي اضطرابًا داخليًا كبيرًا، مما أدى إلى تزايد انعدام الثقة بين الحكومة والمواطنين. هذه الاضطرابات تزيد من وتيرة السخط العام، وخاصة في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية التي تستمر في الحرب من أجل مصالحها الشخصية.

يضاف إلى ذلك لعنة العقد الثامن التي تُحيط بالكيان، حيث يُعتقد أن إسرائيل، التي أُسست عام 1948، قد تواجه نهايتها قبل مرور 80 عامًا على وجودها. يؤكد هذا الاعتقاد انقسامات داخلية عميقة بين الأصوليين اليهود والصهاينة العلمانيين.

التشرذم الداخلي: اليهود ضد الصهيونية

هناك تصور شائع أن إسرائيل تمثل جميع يهود العالم، ولكن هذا ليس صحيحًا. فهناك انقسامات داخل المجتمع اليهودي، إذ تعارض حركات مثل ناطوري كارتا ووسطمر قيام إسرائيل، وترى أنها تعجل بنهاية اليهود. كما يشير الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابه “الصهيونية والحضارة الغربية”، إلى أن هناك تيارات دينية ترى أن إسرائيل احتلال مخالف للعقيدة اليهودية.

من جهة أخرى، يعارض حاخامات مثل ديفيد وايس والحاخام هيرش الصهيونية بشدة، معتبرين أن إسرائيل تمثل خطرًا وجوديًا على اليهود. كما يؤكد الباحث محمد عمارة تقي الدين وجود أكثر من 30 حركة معارضة للصهيونية داخل الكيان الإسرائيلي، منها اليهودية الماركسية وما وراء النهر.

لعنة العقد الثامن: النهاية المحتومة

يرتبط عقد الثمانين في التاريخ اليهودي بلعنة تنبأ بها سفر أشعياء، حيث تحدث عن هدم إسرائيل بتراكم الخطايا والذنوب. وقد سقطت مملكتا سيدنا داوود والحشمونيين في العقد الثامن لكلتيهما، مما يزيد من التوقعات بأن الكيان الصهيوني الحالي قد يواجه المصير ذاته.

الكاتب الصهيوني أري شافت عبّر في كتابه “البيت الثالث” عن خوفه من انهيار الكيان، بينما أكد المؤرخون الصهاينة أنفسهم أن إسرائيل ليست سوى “بيت مؤقت”. كما أشار يعقوب راكين إلى أن إسرائيل تفتقر للأساس المتين، وتقوم فقط على التشرذم والقتل.

في ظل هذه الانقسامات، يبدو أن إسرائيل تقف على حافة الهاوية، وأنها في دورها الأخير في هذه الحرب الطويلة. نهايتها، كما يعتقد الكثيرون، أصبحت وشيكة، لتُطوى صفحاتها وتُلقى في مزابل التاريخ بلا رجعة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى