تقارير

إريتريا في قلب صراع القرن الإفريقي..ما دلالات زيارة الوفد المصري ولقاء الرئيس أفروقي؟

أسهم موقع إريتريا عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر في اكتسابها مكانة استراتيجية كبيرة جعلتها محط اهتمام كثير من الدول الإقليمية والدولية التى تبحث عن موطأ في مياه البحر الأحمر واستغلال التحالف معها في كسب موقف سياسي ضاغط، وهو ما يُثير التساؤل حول الوزن النسبي للموقع الجغرافي وعلاقته بالقوة الشاملة للدولة وفاعليتها ودلالاته في ظل بيئة إقليمية تموج بالمتغيرات والأنماط الصراعية.

تستند أهمية إريتريا إلى دلالة موقعها الاستراتيجي، لذلك باتت محل اهتمام دولي واسع، لامتلاكها العديد من مقومات الجذب الدولي وفي مقدمتها الساحل على البحر الأحمر.

جاءت زيارة الوفد المصري أمس إلى إريتريا لتكون مرآة عاكسة لمستوى التوتر الذي وصل إليه القرن الإفريقي خاصة بعد التصريحات التى لا تنقطع من جانب إثيوبيا ضد مصر بعد ارسالها قوات عسكرية إلى الصومال وتوقيع اتقافيات أمنية بين الدولتين، فكان من الضروري تشكيل تحالفات دفاعية بين دول فاعلة ذات موقع إستراتيجي وتلك كلنت الدلالة الأولى من وراء زيارة الوفد المصري إلى العاصمة أسمره.

كان على رأس الوفد المصري رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ووزير الخارجية بدر عبد العاطي، حيث التقيا الرئيس الإريتري إسياس أفورقي، ونقلا رسالة من  الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناولت سبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى متابعة التطورات السياسية والأمنية في المنطقة.

واستمع الوفد المصري إلى رؤية الرئيس أفورقي بشأن تطورات الأوضاع في البحر الأحمر، على ضوء أهمية توفير الظروف المواتية لاستعادة الحركة الطبيعية للملاحة البحرية والتجارة الدولية عبر مضيق باب المندب، فضلا عن التطورات في القرن الأفريقي والتحديات التي تشهدها المنطقة، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار فيها.

رؤى متطابقة

تأتي الزيارة في وقت تتصاعد فيه التوترات بين مصر والصومال من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر، إثر توقيع أديس أبابا اتفاقية مع إقليم أرض الصومال الانفصالي في بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، الأمر الذي رفضه الصومال، وسط دعم عربي ومصري، حيث وقعت القاهرة اتفاق دفاع مشترك مع مقديشو.

كانت الزيارة مفاجئة حيث تناولت ملفات عديدة أبرزها أمن الصومال واستقراره والحفاظ على وحدة أراضيه، وأمن البحر الأحمر، باعتبار أن إريتريا ومصر دولتنا متشاطئتان على البحر الأحمر، وما يحدث من اضطراب في حركة الملاحة الدولية أمر يهم البلدين، كما تناول اللقاء الوضع في السودان، واستقراره ووحدة أراضيه. بحسب ما صرح بد عبد العاطي للتلفزيون الإريتري

كان هناك تطابق في الرؤى بشأن الحفاظ على الدولة السودانية والصومالية، والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في المنطقة لتحقيق الاستقرار وتفويت الفرصة على المنظمات الإرهابية.

تنسيق أمنى وسياسي

ويرى مراقبون أن زيارة المسؤولين المصريين لإريتريا تحمل بعداً أمنياً وسياسياً وتستهدف تعزيز الوجود المصري في القرن الأفريقي، وتنسيق المواقف بين القاهرة وأسمرة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما أن الزيارة تكتسب أهميتها في ضوء ملفات عدة، على رأسها توترات الملاحة في البحر الأحمر، وتداعياتها على قناة السويس، إضافة إلى الوضع في السودان، والتطورات في الأزمة بين الصومال وإثيوبيا.بحسب صحيفة الشرق الأوسط

ويتعلق البعد الأمني والسياسي بتنسيق المواقف بين القاهرة وأسمرة، في مواجهة ما تشكله التحركات الإثيوبية الأخيرة من تهديد لأمن القرن الأفريقي، لافتاً إلى مذكرة التفاهم بين أديس أبابا وإقليم أرض الصومال، التي رُفِضت مصرياً وعربياً، وقال إن إريتريا من الدول المتضررة من التحركات الإثيوبية، وكذلك باقي دول منطقة القرن الأفريقي.

وكان الرئيس المصري قد استقبل في أغسطس الماضي، وزير الخارجية الإريتري، عثمان صالح، لبحث الأوضاع الإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا والتهديدات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر. وأكد الجانبان وقتها حرصهما على مواصلة التنسيق المشترك والتشاور على مختلف المستويات، وذلك على النحو الذي يدعم الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

صراع إريتري إثيوبي

وتعود الأزمة بين إثيوبيا وإريتريا إلى تاريخ طويل من الصراع بين البلدين، بدأ في أواخر الثمانينات واستمر حتى نهاية التسعينات، حيث شهدت المنطقة حروبًا دامية. في عام 2018، تم توقيع اتفاق سلام بين البلدين، مما أدى إلى تحسين العلاقات بشكل ملحوظ.

ويشهد الوضع في منطقة تيغراي في إثيوبيا نزاعًا داخليًا مع الحكومة الإثيوبية، ما أعاد توجيه الأنظار إلى علاقات إريتريا بإثيوبيا وتأثيرها الإقليمي إريتريا، التي كانت قد قدمت دعمًا لجبهة تحرير تيغراي في فترة سابقة، تجد نفسها الآن في موقع حساس، حيث تتعامل مع الضغوطات من جارتها إثيوبيا وتأثيراتها على استقرار القرن الإفريقي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى