التعليم في بني سويف: فساد التعيينات يُهدر مستقبل الأجيال
تشهد محافظة بني سويف أزمة خانقة في قطاع التعليم، حيث يعاني النظام التعليمي من تدني مستوى الجودة بسبب فساد التعيينات وعدم الكفاءة التعليمية.
فالتعليم هو السبيل للنمو والتقدم، إلا أن الواقع يؤكد أن مستقبل الأجيال الجديدة يتعرض للخطر بسبب ممارسات غير قانونية في التعين التي تمس جوهر التعليم.
وفي هذا التحقيق موقع “أخبار الغد” يسعى لكشف النقاب عن أبعاد هذه الممارسات وتأثيراتها السلبية على المجتمع.
فساد التعيينات: من السبب وراء الأزمة؟
تلاعب في وظائف المعلمين
يشير العديد من المواطنين والمهتمين إلى أن نظام التعيينات في التعليم يعاني من الفساد المستشري.
ويوضح محمد جلال، مدرس لغة عربية، أن “الكثير من المعلمين تم تعيينهم دون كفاءة حقيقية، بل نتيجة لفساد إداري. شغل المناصب يتم بناءً على الواسطة وليس بناءً على الكفاءة والجدارة.”
غضب المواطنين من ممارسات التعيين
يتحدث أيمن رمضان، ولي أمر لطالب في إحدى المدارس الحكومية، عن استيائه: “وجّهنا شكاوى كثيرة للجهات المسؤولة، وأخبرناهم بأن التعليم في خطر، لكن لا حياة لمن تنادي. أبناءنا يعانون، والقائمون على التعليم يهتمون بأنفسهم فقط.”
تدني مستوى التعليم: عواقب الفساد على الأجيال القادمة
زيادة الفجوة التعليمية
يدل تقرير الصندوق العالمي للتعليم لعام 2022 على أن هناك فجوة كبيرة في مستوى التعليم بين القرى والمدن، ويظهر ذلك جليًا في محافظة بني سويف.
وتقول الدكتورة فاطمة عبد اللطيف، أكاديمية في علوم التربية: “هناك تراجع ملحوظ في مستوى التعليم نتيجة فساد التعيينات. المعلمون غير المؤهلين يؤثرون سلبًا على التحصيل الدراسي للطلاب.”
أثر الفساد على التحصيل الدراسي
يتحدث أحمد محمود، طالب في المرحلة الإعدادية، عن تجربته: “نعاني في دراستنا بسبب أن المدرسين غير كفء.
وأحيانًا، لم يُدرسنا المعلم حتى المنهج المدرسي بشكل كامل. أشعر أنني أضيع وقتي.”
أصوات المواطنين: الحاجة إلى الإصلاح
المطالب الشعبية بالتحسين
تجتمع أصوات المواطنين على ضرورة الإصلاح والتغيير. تقول ليلى سعد، موظفة في وزارة التعليم: “على الحكومة أن تستمع لصوت الشعب. الوضع أصاب قلوبنا باليأس، ونحتاج لخطوات جادة لتحسين النظام التعليمي.”
نداء من أولياء الأمور
يتواصل أولياء الأمور في إظهار قلقهم، ويشير إلى ذلك أيمن زكريا، ولي أمر: “نحن نريد أفضل لأبنائنا، لكن ما نراه اليوم يبعث على القلق. نريد العمل على استعادة حقوقهم التعليمية.”
العلاج: ما هي الحلول المقترحة؟
تحقيق العدالة في التعيينات
يشدد المختصون على وجود حاجة لتعزيز الشفافية في التعيينات. ويقول الدكتور إيهاب القاضي، مختص في الشؤون التعليمية: “يجب أن يكون هناك نظام برمجي لتقييم المدرسين وتقديم تقارير سنوية تحرص على النزاهة.”
تفعيل دور المجتمع الرقابي
وتحدثت الدكتورة نهى الشيخ، ناشطة اجتماعية: “يجب على الجهات المعنية تحفيز المجتمع المدني للعب دور فعّال في رصد التعيينات والتأكد من مطابقتها للمعايير. كلنا نريد مستقبلًا أفضل لأبنائنا.”
جهود شتى: ممارسات أهلية للمساهمة في تحسين التعليم
مبادرات لمواجهة الفساد
تعكس جهود المجتمع المحلي مدى قوة الحرية والعدالة. تقول سعاد القاضي، عضو في جمعية تعليمية: “قمنا بتأسيس لجان مُراقبة داخل المدارس لضمان تحقيق الشفافية.”
الفقرات التعليمية المجانية
تسعى بعض الجامعات إلى فتح مراكز لتحسين مهارات التعليم. يتحدث الدكتور طارق عبد العزيز، أستاذ جامعي: “نحتاج لمبادرات قوية من قبل الجامعات للمساهمة في تعليم الطلاب والمعلمين.”
الحاجة إلى التغيير
متطلبات التغيير الحقيقي
يستمر المواطنون في المطالبة بالتغيير. يقول عدنان الشريف، ناشط اجتماعي: “لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو، يجب أن يتعلم المسؤولون من الأخطاء السابقة وأن يتخذوا خطوات فعالة تجاه الإصلاح.”
الأمل في مستقبل أفضل
يعكس الوضع في بني سويف أهمية الاستجابة السريعة لقضية التعليم. يمكن أن يمثل التعليم الجيد سبيلاً لتمرير الأجيال المستقبلية نحو التنمية.
دعوة للعمل: كيف نعيد للمدرسة مكانتها؟
نحتاج لصوت جماعي
الوقت حان للمطالبة بالحقوق، ففي ظل الفساد الممارس، يبدو أن المجتمع بحاجة إلى تنشيط الأصوات المطالبة بالتغيير. الأمل ما زال موجودًا وقد يأتي من حراك جماعي حقيقي.
التعاون والثقة
يعتمد مستقبل التعليم في بني سويف على جهود مشتركة بين الحكومة والمجتمع. حان الوقت لبناء الثقة بين الأطراف المعنية لإيجاد حلول جذرية تحقق العدالة لأبناء مصر.
عزم على تغيير المشهد التعليمي
إن الفساد في نظام التعليم في بني سويف يُعتبر سيفًا مسلطًا على رقاب الأجيال القادمة. وحده الالتزام بالتغيير والإصرار على تحقيق العدالة يمكن أن يُحدث الفرق.
وإن استرجاع الحقوق التعليمية ومواجهة الفساد هو هدف يكمن في طياته رؤية نحو الغد الأفضل، حيث يتضافر الجميع من أجل إشراق مستقبل مشرق لأبنائهم.