مقالات ورأى

د.أيمن نور يكتب: الإجابة دائماً تونس

لا خوف

لا رعب

الشارع ملك الشعب

شعار جديد ينطلق من قلب تونس ليعيد للذاكرة العربية شعار الربيع العربي.

الشعب يريد إسقاط النظام

مشهدٍ تجلَّى فيه الإصرار والعزيمة، رُسِمت تونس لوحةً جديدةً من لوحات التاريخ، حيث احتشد الآلاف من التونسيين في قلب العاصمة، امس الجمعة ، معلنين عن إرادتهم التي لا تنكسر وصوتهم الذي لا يُصمت مهما طال الصمت.

تونس، منذ انطلاق ثورتها المجيدة في عام 2011، كانت دائماً عنواناً للشجاعة والأمل و السعي نحو الحرية والديمقراطية، لكن طريقها لم يكن معبَّداً بالورود.

فالاستبداد اطل من جديد، هذه المرة تحت ظلال حكم قيس سعيد، الذي قرَّر أن يغلق الأبواب أمام آمال الشعب، ويستولي على الحريات التي أُنتزعت بدماء الشهداء. ما شهدته تونس في الأمس ليس مجرد تظاهرة، بل هو تعبيرٌ عن شوق مكتوم لموجة جديدة من الربيع وهي الموجه التي تنبَّأ بها الرئيس السابق، المنصف المرزوقي.

امس كانت تظاهرة كبيرة تجمَّع فيها الناشطون والأحرار، ليُعلنوا بصوتٍ عالٍ أن تونس لن تسقط في غياهب الديكتاتورية،مره أخري وأن مسار الديمقراطية يجب أن يعود إلى طريقة الصحيح. لقد كانت الصرخة مدوِّية، صرخةً تُذكِّر العالم بأن **تونس ما زالت حية، وأن روحها الثائرة لن تُخمد

الواضح أن الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 6 أكتوبر المقبل أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أن قيس سعيد أغلق كل النوافذ التي كان يمكن أن تأتي بالتغيير. وما نحن بصدده الآن هو خيار واحد لا ثاني له: خروج الشعب التونسي في موجة جديدة من ربيعه الذي لا يعرف التراجع. هذا الحراك الشعبي الذي شهدته شوارع العاصمة ليس إلا بداية، بداية تُعيد لتونس مكانتها الريادية كمنارة للحرية والكرامة.

أُحيي كل من ساهم في كشف زيف هذا المشهد السياسي، و لا بد أن أخص بالذكر المرشح الرئاسي الشرعي، النائب السابق عماد الدائمي وكل أولئك الأبطال الذين غيبتهم يد الاستبداد من المشهد السياسي. وفي مقدمتهم الشيخ راشد الغنوشي رئيس البرلمان الشرعي وكل المعتقلين في السجون التونسية وكل المستبعدين من الإنتخابات الرئاسية القادمة وكل المنفيين في الخارج في مقدمتهم الدكتور المنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق.

إنهم رموز الأمل وإرادة الشعب الحرة التي لا تعرف الانكسار، وهم الذين سيقودون تونس نحو الخلاص، مهما تعاظم حجم سوادالظلم و الظلام.

لنتذكر دائماً أن تونس ستعود لألقها، وأن العتمة التي فرضتها الديكتاتورية لن تدوم. علينا أن نؤمن بقدرة الشعب التونسي، ذاك الشعب الذي لطالما أدهش العالم بإصراره على نيل حقوقه، على استعادة حريته وكرامته. فمهما طالت ليالي الظلم، فإن فجر الحرية قادم لا محالة.

تحية إجلال وإكبار لشعب تونس الأبي، وللرموز التي قاومت الاستبداد من داخل السجون أو من المنافي. إنهم صناع الأمل الحقيقيون، وهم من سيقودون تونس نحو غدٍ أكثر إشراقاً وعدالة. وستبقى دائما الاجابة تونس.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى