عربي ودولى

أزمة القرن الإفريقي: الصومال تحت وطأة الضغوط الإقليمية وملامح حرب جديدة

تشهد منطقة القرن الإفريقي توترات غير مسبوقة، حيث دخلت الصومال في خضم أزمة سياسية ودبلوماسية معقدة، نتيجة لتصاعد النزاع بين القوى الإقليمية الكبرى.

وأحدث فصول هذه الأزمة جاءت من تصريح وزير الدولة الصومالي للشؤون الخارجية، أحمد معلم فقي، الذي أكد أن “لا توجد قوات عسكرية مصرية حاليا في الصومال”، بينما اتهم إثيوبيا بمخالفة ميثاق إفريقيا عبر اعترافها باستقلال أرض الصومال.

التوترات ازدادت حدة بعد أن قامت إثيوبيا بالسيطرة على مطارات صومالية استراتيجية في منطقة جيدو، وهي خطوة يعتقد أنها تهدف إلى منع مصر من إرسال قواتها إلى هناك.

وإن السيطرة الإثيوبية على مطارات لوق ودولو وباردير، التي تمثل النقاط الرئيسية للوصول إلى منطقة جنوب غرب الصومال، تعكس رغبة أديس أبابا في فرض قيود على حركة الجيش المصري.

تحركات عسكرية وتحذيرات

في ظل هذا الوضع المعقد، أرسلت مصر طائرات حربية محملة بالأسلحة والجنود إلى مقديشو، مما أثار غضب إثيوبيا التي توعدت برد عسكري.

ورئيس وزراء إثيوبيا، أبي أحمد، لم يتردد في التعبير عن موقف بلاده بقوة، قائلاً: “سنذل كل من يجرؤ على تهديدنا ولن نتفاوض مع أي شخص بشأن سيادة إثيوبيا وكرامتها.”

الضغوطات على حكومة مقديشو الفيدرالية تزايدت، حيث تحاول الضغط على إثيوبيا لسحب قواتها بحلول نهاية العام الحالي، في إطار خطة تتضمن نشر 10 آلاف جندي مصري، نصفهم ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. ولكن إثيوبيا، التي ترفض سحب قواتها، تثير المزيد من القلق الدولي بشأن الأوضاع في الصومال.

النيل وسد النهضة: خلفيات الأزمة

في ذات الوقت، ترتبط هذه التوترات بالخلافات الأوسع بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، الذي انتهت إثيوبيا من تشييده دون التنسيق مع القاهرة، مما زاد من حدة الأزمة بين الدولتين.

والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد أن “النيل هو مصدر المياه الوحيد لمصر”، مما يعكس أهمية الملف المائي بالنسبة للأمن القومي المصري.

تحليلات وتوقعات

رغم التهديدات المتبادلة، يتفق الخبراء على أن احتمال نشوب حرب مباشرة بين مصر وإثيوبيا لا يزال ضئيلاً، لكن وجود قوات من الجانبين في الصومال قد يقرّب احتمالية حدوث صدام

والإعلامي السعودي عبدالعزيز الخميس شدد على أن “ملف الصومال أكبر من مصر وعلى القاهرة أن تلتفت لأزمتها في البحر الأحمر”، ما يعكس أهمية التركيز على قضايا إقليمية أخرى قد تؤثر على الأوضاع بشكل أوسع.

وتظل الأزمة في القرن الإفريقي واحدة من أكثر القضايا تعقيداً في الساحة الدولية، حيث تتداخل الأبعاد الجيوسياسية مع المصالح الإستراتيجية، مما يجعل المنطقة عرضة لمزيد من التوترات والصراعات في المستقبل القريب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى