الأراضي الزراعية في الشرقية: كيف يلتهم كبار المسؤولين أراضي الفلاحين
تعد الأراضي الزراعية في محافظة الشرقية من أهم الموارد الحيوية التي تعتمد عليها الزراعة المصرية. ولكن،
وعلى الرغم من كرم الأرض، فإن الفلاحين يواجهون تحديات جسيمة بسبب الفساد المستشري بين بعض المسؤولين، مما يهدد حقوقهم ويعوق مساعيهم للحفاظ على أراضيهم.
وفي هذا التحقيق، موقع “أخبار الغد” يستعرض واقع الفلاحين، ونعرض آراء المواطنين والمختصين حول كيفية سيطرة الفاسدين على الأراضي الزراعية في الشرقية.
الأراضي الزراعية: ثروة في خطر
تاريخ الفلاحين في الشرقية
يعتمد الفلاحون في الشرقية على زراعة الأرض كمصدر رئيسي للعيش، ولكن على مر السنين، شهدوا تراجعًا في حصصهم. يقول علي حسني، فلاح من قرية أبو صير: “الأرض هنا تعتبر حياتنا، لكن للأسف هناك من يسعى للاستيلاء عليها لأغراض أخرى.”
قصص السلب الرسمي
تحولت أراضٍ واسعة في الشهور الأخيرة إلى ملكية خاصة بسبب تحايلات وتواطؤ من بعض المسؤولين. تشير فاطمة الجمال، ناشطة حقوقية، إلى أن “هناك العديد من الحالات التي شهدنا فيها استيلاء بعض الجيش والأمن على الأراضي بحجة “المصلحة العامة”. لكن النتيجة هي الاستيلاء على حقوق الفلاحين.”
تلاعب المسؤولين بالأراضي
الضغط على الفلاحين
تستخدم بعض المؤسسات الضغط على الفلاحين لإجبارهم على بيع أراضيهم. يروي حسام الزهر، فلاح آخر: “أتذكر أن أحد المسؤولين جاء إليّ وطلب مني بيع أرضي، وعندما رفضت، أطلقوا عليهم مُلفًا للضرائب لم أستطع تحمله.”
علاقة الفساد بالمناقصات
كشفت تحقيقات تمت مؤخرًا عن وجود صفقات مشبوهة تستهدف الأراضي الزراعية، حيث يتم منح الأراضي لمطورين دون ضمانات. يُشير الدكتور رامي الشافعي، خبير زراعي، إلى أن “من يُسند لهم الأمور هم من يمتلكون علاقات مع بعض المسؤولين، مما يؤدي إلى اعتداءات على أراضي الفلاحين.”
الفساد كعقبة رئيسية
الفساد الإداري: من المحسوبية إلى الأذى
لا تقتصر مشكلة الأراضي الزراعية في الشرقية على الاعتداءات الجسدية، بل تشمل أيضًا فساد الإدارة. تقول الدكتورة ليلى مختار، أستاذة في العلوم الزراعية: “العديد من المسؤولين لا يلتزمون بالمسؤولية القانونية، ويكيلون بمكيالين في تنفيذ القوانين واللوائح.”
تواطؤ حذِر
تحدث البعض عن تواطؤ مسؤولين مع كبار الملاك الذين يسعون للاستيلاء على الأراضي. يشدد عماد القاضي، ناشط سياسي، على أنه “لا بد من محاسبة هؤلاء الأفراد. إذا لم نتحرك الآن، ستضيع حقوق أكثر من مجرد فلاحين”.
أصوات الفلاحين: مطالب ملحة
الاحتجاج والمقاومة
يستمر الفلاحون في إطلاق صرخاتهم من خلال احتجاجات ومظاهرات للمطالبة بحقوقهم. تقول مروة حمدي، فلاحه وناشطة: “نحن نطالب بوقف الاعتداءات على أراضينا. دون اراضي، لا نملك شيئًا. هذا جيل كامل من الفلاحين يبحثون عن الأمان.”
دعوات للتغيير
تحمل الكثير من الأصوات رسالة قوية تطالب بالحماية القانونية للفلاحين، حيث يقول أحمد عبدالعزيز، فلاح في الشرقية: “نحتاج إلى سياسة حكومية تعزز حماية الأراضي الزراعية. نريد أن نعيش بكرامة كما كانت أجدادنا.”
التدخل الحكومي: هل من خطوات فعالة؟
التزام الحكومة بمسؤولها
تثير الأحداث الجارية تساؤلات حول قدرة الحكومة على مواجهة الفساد في الأراضي الزراعية. تُشير الدكتورة عايدة العطار، أستاذة في الأقتصاد الزراعي، إلى أنه “إذا أراد المسؤولون استعادة الثقة، يتعين عليهم تنفيذ القوانين بشكل فعّال.”
حملات توعية
تُخطط العديد من المنظمات غير الحكومية لتحسين وعي الفلاحين بحقوقهم من أجل حمايتها. يقول طارق الجبالي، ناشط حقوقي: “نهدف إلى دعم الفلاحين في انتزاع أراضيهم. يجب استكمال الدعم القانوني والمشورة.”
أدوات للتغيير: العمل الجماعي هو الحل
تنظيم الفلاحين
يجب على الفلاحين تنظيم صفوفهم لمواجهة التحديات. تقول ليلى المصري، رئيسة إحدى الجمعيات الأهلية: “كلما اجتمع الفلاحون معًا، كانت فرصتهم أكبر في استعادة حقوقهم. الوحدة هي المفتاح.”
مستقبل زراعة الأراضي في الشرقية
تطلعات الجيل الجديد
وحينما ينظر الفلاحون في الشرقية نحو المستقبل، يظل الأمل في تحسين الوضع الزراعي قائمًا. يشير أبناء الفلاحين إلى أهمية الحفاظ على الزراعة كونه ركنًا ذا أهمية قصوى في ثقافتهم وهويتهم.
إحداث تغييرات جوهرية
تدعو كافة الأصوات إلى ضرورة إحداث تغييرات فعلية سياسية وإدارية لضمان حقوق الفلاحين وتعزيز سبل العيش لهم. يختتم عماد يوسف، ناشط شبابي، حديثه: “إذا تمكنا من بناء نظام قوي يدعم الفلاحين، سنحول الفساد إلى فرص ذهبية لنمو مستدام.”
الأمل في غدٍ أفضل
تواجه الأراضي الزراعية في الشرقية تحديات هائلة نتيجة للفساد، ولكن هناك إرادة قوية للمواطنين لإعادة الأمور إلى نصابها. يتجه الفلاحون وبنشاط لمواجهة الفساد الذي يحيط بهم، مؤمنين بقدرتهم على استعادة حقوقهم وأرض أجدادهم.
إن التغيير ممكن، والعزيمة متجذرة في قلوب الفلاحين، مما يؤكد أن المستقبل قد يحمل في طياته وعدًا بالتقدم والتعديل. سيتطلب هذا العمل الجماعي والمواطنة الفعالة لتحقيق المجتمع الذي يستحقونه.