مناظرة رئاسية مشتعلة بين ترامب وهاريس وتظاهرات حاشدة تطالب بإنهاء الحرب في غزة
في واحدة من أكثر المناظرات الرئاسية اشتعالاً في تاريخ الولايات المتحدة، تصاعدت التوترات بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، حيث شهدت المواجهة بينهما اتهامات لاذعة بشأن قضايا الشرق الأوسط، وتحديداً الحرب في غزة.
ترامب يتهم هاريس بمعاداة إسرائيل
خلال المناظرة، شن ترامب هجومًا حادًا على هاريس، متهماً إياها بأنها “لا تحب إسرائيل”، مشيرًا إلى أنها لم تحضر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس.
وأضاف: “لو كنت رئيسًا للولايات المتحدة، لم تكن هناك حرب في غزة”. وأكد أن سياساته الخارجية القوية كانت كفيلة بمنع تصاعد الأزمات في المنطقة، قائلاً إن إدارة بايدن وهاريس سمحت باندلاع حرب جديدة، ما يشير إلى ضعف قدرتهم على إدارة ملفات الشرق الأوسط.
ترامب استغل الفرصة لتكرار تأكيداته على دعمه القوي لإسرائيل خلال فترة ولايته، مشيراً إلى أن إيران وحماس لم تكونا في وضع يمكنهما من التحرك بحرية بسبب العقوبات المشددة التي فرضها على طهران. وتابع قائلاً: “إيران لم يكن لديها الأموال لدعم الإرهاب خلال ولايتي، وكانت في حالة انهيار اقتصادي كامل”.
هاريس تدعو إلى وقف فوري للحرب في غزة
من جانبها، ردت هاريس بقوة على تصريحات ترامب، مؤكدة أن الحرب في غزة يجب أن تتوقف فوراً، وأنه يجب السعي إلى حل عادل يمنح الفلسطينيين حق تقرير المصير.
وأوضحت أن “إسرائيل لها حق الدفاع عن نفسها”، لكنها شددت على أن الكيفية التي يتم بها الدفاع يجب أن تأخذ في الاعتبار سقوط آلاف الضحايا الأبرياء.
أضافت هاريس: “الطريقة التي يتم بها إدارة الصراع مهمة للغاية، ويجب البحث عن أساليب تقلل من وقوع ضحايا بين المدنيين”.
وفي حديثها، ركزت هاريس على ضرورة إيجاد مسار لحل الدولتين الذي يعترف بحقوق الفلسطينيين، وهو ما يُعتبر رسالة واضحة إلى القاعدة الديمقراطية التي ترى أن إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة في المنطقة هما جزء من الأجندة الإنسانية التي تتبناها.
مظاهرات في فيلادلفيا تطالب بوقف الحرب على غزة
تزامناً مع المناظرة الرئاسية، شهدت مدينة فيلادلفيا تظاهرات حاشدة حيث تجمع آلاف المحتجين أمام مقر المناظرة، مطالبين بإنهاء الحرب على غزة.
تحت شعار “لا تصويت بدون وقف إطلاق النار”، طالب المتظاهرون الإدارة الأمريكية بالتحرك العاجل لفرض هدنة فورية بين الأطراف المتنازعة، وإنهاء معاناة المدنيين في القطاع المحاصر.
المظاهرات التي اجتذبت حضوراً جماهيرياً كبيراً، ضمت أصواتاً من مختلف الفئات الاجتماعية، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان وجماعات الضغط المناهضة للحروب. ورفع المحتجون لافتات تدعو لإنهاء العنف والعودة إلى طاولة المفاوضات، في ظل تزايد أعداد القتلى والمصابين نتيجة العمليات العسكرية الجارية في غزة.
ترامب: “لا حرب لو كنت رئيسًا”
في رد واضح على الاحتجاجات وتوجيه الهجوم ضد إدارته السابقة، أكد ترامب أن سياساته الخارجية كانت ناجحة في إبقاء المنطقة تحت السيطرة. وأشار إلى أن “لو كنت رئيسًا، لما كانت هناك حرب في غزة أو اجتياح روسي لأوكرانيا”. وأوضح أنه كان يحظى باحترام كبير من قبل زعماء العالم، مثل بوتين ونتنياهو، وهو ما كان يمكن أن يحول دون تصاعد الأزمات الحالية.
كما لم يفوت ترامب فرصة انتقاد صفقة إدارة بايدن مع إيران، مدعيًا أن الأموال التي أُفرج عنها لطهران ذهبت مباشرة لدعم المنظمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله. “لقد أعطوا إيران الأموال لتمويل الإرهاب، ودفع ثمن ذلك هو حلفاؤنا في الشرق الأوسط”، قال ترامب.
هاريس: “الفلسطينيون يستحقون حقوقهم”
على الجانب الآخر، دافعت هاريس عن موقفها قائلة: “علينا أن نعمل على إنهاء هذا الصراع الدموي بأسرع وقت ممكن، ليس فقط لأمن إسرائيل، ولكن لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني”. وشددت على أن الفلسطينيين يستحقون حقوقهم المشروعة في تقرير المصير، واصفةً ما يحدث في غزة بأنه مأساة إنسانية يجب أن تتوقف.
أجواء متوترة واستطلاعات الرأي متباينة
مع استمرار التصعيد في النقاش حول السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، تظهر استطلاعات الرأي انقسامات واضحة بين الناخبين. بحسب استطلاع أجرته ABC بعد المناظرة، يبدو أن هاريس تتفوق على ترامب في قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، في حين يتفوق ترامب في ملف الاقتصاد والأمن القومي.
مستقبل غامض للشرق الأوسط والولايات المتحدة
المناظرة كشفت عن عمق الانقسام في الرؤى السياسية بين المرشحين، خاصة في قضايا السياسة الخارجية والشرق الأوسط.
بينما يرى ترامب أن القوة العسكرية والضغوط الاقتصادية هي الحل الأمثل للحد من الأزمات، ترى هاريس أن الحلول الدبلوماسية وحقوق الإنسان يجب أن تكون في صميم السياسة الأمريكية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، يبدو أن قضايا مثل الحرب في غزة، العلاقات مع إسرائيل، وحقوق الفلسطينيين ستظل حاضرة بقوة في المشهد السياسي الأمريكي، مما يعزز من حدة السباق الرئاسي والتوترات الداخلية والخارجية على حد سواء.
هل يستطيع أحد المرشحين تقديم حل يُرضي جميع الأطراف؟