تباين في المواقف الأمريكية حول مسؤولية حماس وإسرائيل عن مقتل الأمريكيين
في مؤتمر صحفي حديث، أثارت صحفية سؤالًا حادًا لمتحدث باسم الخارجية الأمريكية حول الموقف الأمريكي من مقتل الأسير الأمريكي “هيرش جولدبيرج” وموقفها من مقتل المتضامنة الأمريكية.
حيث ألقت الصحفية الضوء على التناقض الواضح في طريقة تعامل الحكومة الأمريكية مع الحالتين.
وقالت الصحفية: “لماذا سارعتم إلى تحميل حماس مسؤولية مقتل الأسير الأمريكي هيرش جولدبيرج،
بينما ما زلتم تُصرّون على أن التحقيقات في مقتل المتضامنة الأمريكية لم تنتهِ، وترفضون تحمل إسرائيل المسؤولية حتى الآن رغم كثرة الأدلة على ذلك؟”
في رد فعله، أكّد فيدانت باتيل، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، على أهمية أخذ الوقت اللازم للتحقيقات قبل التوصل إلى أي استنتاجات.
وأوضح باتيل: “مع كل الاحترام والتقدير، أنا أتفهم ما ترمين إليه، ولكن الظروف تختلف من حالة إلى أخرى. نحن ننتظر التحقيقات ولن نستبق الأحداث.”
خلفية القضية: مقتل “هيرش جولدبيرج”
جاء هذا الحوار عقب إعلان الحكومة الأمريكية عن تعاملها مع مقتل هيرش جولدبيرج، الذي لقي حتفه عقب تصاعد التوترات بين قوات الاحتلال الممسكة بمفاتيح الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وفصائل المقاومة.
إذ اعتبرت الخارجية الأمريكية أن حماس تتحمل المسؤولية عن هذه الحادثة، رغم تزايد النقاشات حول تداعيات الأحداث في المنطقة بشكل عام.
الموقف الأمريكي من مقتل المتضامنة الأمريكية
على الصعيد الآخر، فإن مقتل المتضامنة الأمريكية شيرين أبو عاقلة، والذي أثار صدمة عميقة في الأوساط العالمية، لم يُعتبر بشكل فوري مسؤولية مباشرة على إسرائيل.
على الرغم من وجود تقارير واضحة وشهادات عدة تشير إلى تورط القوات الإسرائيلية، وُقعت هذه الشهادات تحت ضغوط سياسية وشبهات تُعزز فكرة أن التحقيقات ما زالت جارية.
التباين في الاستجابة
هذا التباين بين الحالتين يمثل دعوة للتساؤل حول مدى تأثير السياسة على اتخاذ القرارات ذات الصلة بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي،
وكيف أن الضغوط الدبلوماسية قد تؤثر على سلبًا على تحقيق العدالة، وما وضعت فيه السلطات الأمريكية من تضارب بين القضايا المتعلقة بالأمن والمصالح الوطنية.
أصوات من الشارع: غضب واستياء
بعد هذه التصريحات، عبّر العديد من النشطاء والصحفيين عن استيائهم من الموقف الأمريكي، معربين عن قلقهم من تكرار ما يُعرف بالازدواجية في المعايير.
فقد اعتبرت حنان السعيد، ناشطة في حقوق الإنسان، أنّ “هذا التصريح يضاف إلى سلسلة من الرسائل المتناقضة التي تُعبر عن الموقف الأمريكي غير المتعاطف إلا مع طرف واحد في القضية.”
الدعوات للمسائلة والقرارات الفورية
بدلا من الإجراءات الفورية، دعى الكثيرون إلى ضرورة الشفافية والمساءلة الحقيقية، إلى جانب رفض الابتعاد عن العدالة. وأكدت الناشطة لمياء عبدالله: “علينا أن نُذكر الحكومة الأمريكية بأن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بتحقيق العدالة والفهم العميق للأبعاد الإنسانية للصراع”.