انقطاع الكهرباء في الإسكندرية يُشعل التوترات بين المواطنين والجهات المعنية
شهدت مدينة الإسكندرية عاصمة البحر الأبيض المتوسط، والتي تُعد أحد أهم المدن المصرية، حالة من الفوضى والانزعاج بعد انقطاع الكهرباء عن عدد من المناطق، لا سيما شرق ووسط وغرب الإسكندرية، بعد منتصف ليل الأحد.
وأثارت هذه الحادثة ردود فعل غاضبة من المواطنين، حيث تنقصهم المعلومات حول أسباب الانقطاع ومدى إمكانية حدوثه مرة أخرى، مما يُبرز التوترات بين السكان والجهات المعنية.
وقع الانقطاع .. مشاهد الفوضى والذعر
تجدر الإشارة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي أثر بشكل كبير على حياة المواطنين. توافد الأهالي على الشوارع، حيث لم تُطفأ الأضواء وتوقفت الأجهزة الكهربائية، مما أدى إلى فوضى وتوترات متزايدة. و
قال أحد أهالي الإسكندرية، ويدعى أحمد علي: “كلما انقطع التيار، أشعر كأننا عدنا بالزمن إلى الوراء. لا نستطيع استخدام أجهزة التكييف في هذا الحر القائم، والمعلومة الوحيدة التي نحتاجها هي متى ستعود الكهرباء؟”
كما عانى العديد من القاطنين في المباني العالية من عدم توفر خدمات المصاعد، مما أضطرهم لمواجهة حالات طوارئ صحية في بعض الحالات. تقول سعاد، وهي مسنّة تعيش في الطابق الخامس: “ماذا لو حدث لي شيء خلال الليل؟ لا يمكن أن أُصعد كل تلك الأدراج بصعوبة.”
المسؤولية والأسباب .. تحليلات المختصين
في محاولة لفهم الأسباب وراء الانقطاع المفاجئ، اتجهت الأنظار إلى المسؤولين في شركة الكهرباء بالإسكندرية.
إلا أن ردودهم لم تكن مُرضية، حيث تحدث أحد المهندسين في الشركة عن “ازدحام بالشبكة وارتفاع الاستهلاك الكهربائي”. وقد أشار إلى أن الاستهلاك في فصل الصيف يرتفع بشكل ملحوظ نظراً لزيادة استخدام المكيفات.
ومع ذلك، عزا أهالي مدينة الإسكندرية هذا الانقطاع إلى مشكلات أعمق في إدارة شبكة الكهرباء، مُشيرين إلى الفساد وسوء التخطيط الذي أثر على مستوى الخدمة. يؤكد الدكتور محمد الفقي، خبير في إدارة المرافق، قائلاً: “هذا لا يُعتبر انقطاعًا عارضًا، بل هو نتيجة أكيدة للإهمال وسوء الإدارة.”
آراء المواطنين .. مناشدات واحتجاجات
لم تقتصر ردود الفعل على الشكاوى فقط، بل تجمعت أعداد كبيرة من المواطنين في عدة مناطق للتنديد بالوضع الحالي.
أقيمت وقفات احتجاجية أمام شركة توزيع الكهرباء، حيث رفع المشاركون لافتات تطالب بمحاسبة المسؤولين وتحسين الخدمات.
وصرح أحد المتظاهرين: “نحن ندفع ثمنًا عادلًا، لكننا نحصل على خدمة سيئة. نُطالب بتحسين الوضع الآن وليس لاحقًا!”
الإعلام والتواصل الاجتماعي .. دور المساحة الإلكترونية
أدّت الحادثة إلى رد فعل قوي على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت التغريدات والمنشورات التي تعبر عن استياء المواطنين،
مما أعطى صوتًا للمسألة وفرض ضغوطًا أكبر على الشركة المحلية. استُخدمت هاشتاجات مثل “الإسكندرية” لتبادل الخبرات والتجارب بين المستخدمين.
تتحدث عايدة حسين، ناشطة اجتماعية، قائلة: “وسائل التواصل الاجتماعي كانت سلاحنا في هذه القضية. نحن نحتاج إلى التضامن والتعبير عن آرائنا، لنُظهر أن ما يحدث غير مقبول.”
التزامات الشركة .. الوعود والإجراءات
بعد ضغط الرأي العام، قام مسؤولو شركة الكهرباء بالإسكندرية بإصدار بيان يتعهدون فيه بتحسين الخدمة وتكوين لجنة لتدارس الأسباب وراء الانقطاع المفاجئ.
وقد حذروا من احتمال تكرار هذا الانقطاع في فترات الذروة بسبب الزيادة الكبيرة في الاستهلاك، مما يُحتم عليهم جدولة وإدارة الحمل الكهربائي بشكل أكثر فعالية.
حاجة التحرّك الجماعي .. تحسين الخدمات كحل وحيد
يبرز هذا الانقطاع للكهرباء أزمة أكبر تتخطى مشكلات التوزيع المحلية، حيث تظهر الحوجة المُلحة لاستثمار الحكومة في تطوير البنية التحتية للطاقة.
ويُطالب المُختصون بضرورة وضع حلول طويلة الأمد، تتضمن تحسين شبكات الكهرباء وتعزيز القدرة الاستيعابية لتلبية احتياجات المواطنين.
أزمة يجب مواجهتها بجرأة
تشير الأحداث الأخيرة في الإسكندرية إلى أن الأزمات الحياتية اليومية تُعد جزءًا من معركة أكبر على حقوق المواطنين. بدايةً من المرافق إلى الخدمات العامة، تظل المسؤولية تقع على عاتق الجهات الحكومية لتحمل مسؤولياتها وتحقيق التحسن المنشود في جودة الحياة.
يتعين على المواطنين أن يبقوا مترابطين وأن يستمروا في المطالبة بحقوقهم، حيث إن المستقبل يعتمد على قدرتهم على توحيد الصفوف من أجل الضغط على السلطات لتحقيق التغيير المطلوب. وفي ظل تحديات مستقبلية، تبقى الإسكندرية نبراسًا للتضحية والتفاعل المدني من أجل حياة أفضل.