تقارير

في مثل هذا اليوم خاض د.أيمن نور سباق الرئاسة في مصر


في السابع من سبتمبر عام 2005، أقيمت أول انتخابات تعددية منذ ثورة 23 يوليو 1952 في مصر، خاض فيها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بمشاركة 9 آخرين، غمار المنافسة على الكرسي الرئاسي كان أبرزهم الدكتور أيمن نور رغم صغر سنه وقتذاك.

ورشح د.أيمن نور نفسه تحديدا يوم الجمعة 29-7-2005م لخوض انتخابات الرئاسة المصرية وحرص على تقديم أوراق ترشيحه مبكرا على أمل أن يتصدر اسمه قائمة المرشحين، وقال زعيم حزب الغد الليبرالي المعارض آنذاك في تصريحات لوكالة رويترز للأنباء إنه كان أول من وصل الى مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التي تتلقى طلبات الترشيح فور أن فتحت أبوابها لتلقي الطلبات.

رمز النخلة

اتخذ د.أيمن نور النحلة رمزا لحملته الانتخابية وكان من أشد منافسي مبارك، لذلك حاول الأمن استباق الأمر فاعتقلته الشرطة المصرية في يناير/ كانون الثاني وسجن لمدة ستة أسابيع في أوائل العام قبل إحالته للمحاكمة بتهمة التزوير وهى القضية التى اختلقها النظام بهدف تخريب حملته الانتخابية، كان نور مفعما بالأمل والحيوية، حلم بأن يكون أول رئيس مدني لمصر من خارج دائرة العسكريين، الذين يحكمونها منذ عام ١٩٥٢.

محاكمة جائرة

في جلسة خاطفة استمرت بضع دقائق، وسط إجراءات أمن مشددة، أصدرت محكمة جنايات القاهرة عام 2005 حكماً بالسجن خمس سنوات لزعيم حزب الغد المصري المعارض أيمن نور والتهمة تزوير أوراق رسمية، لكن رغم ذلك خاض نور سباق الانتخابات الرئاسية قبل هذا الحكم والمنافسة مع الرئيس مبارك وقدم نموذجا وطنيا شبابيا أحيا أمل التغيير في نفوس المصريين من جديد.

 فقد استطاع نور أن يواجه خصومه أدبيا وشعبيا ودوليا، فقد واجه بشجاعة وقال من قلب قفص الاتهام إن ما يحدث له جريمة سياسية مفضوحة وقال في تصريحات لوكالات عالمية: فعلوا كل شيء من أجل سحق وإدانة الشخص الوحيد الذي كان في وسعه الوقوف في وجه الأب والابن، في إشارة إلى مبارك ونجله جمال.

دعم دولي

وأعربت المنظمة المصرية لحقوق الانسان وقتذاك عن قلقها إزاء الحكم على نور، وطالبت المنظمة النائب العام بتأجيل تنفيذ العقوبة إعمالاً لقانون الاجراءات الجنائية لحين اتخاذ اجراءات الطعن أمام محكمة النقض نظرا لتدهور حالته الصحية. وقالت إن هناك شكوكا تتواتر لديها حول معايير المحاكمة العادلة والمنصفة في هذه القضية كما جاءت في المواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان والدستور المصري.

في واشنطن أعرب البيت الأبيض عن انزعاجه الشديد من الحكم بسجن نور وأشار إلى أنه يعاني من الضعف نتيجة اضرابه عن الطعام. ودعت الولايات المتحدة الحكومة المصرية إلى احترام القوانين المصرية في اطار رغبتها المعلنة في المزيد من الانفتاح والحوار داخل المجتمع المصري والى اطلاق سراح نور لأسباب إنسانية، واعتبر البيت الأبيض أن إدانة نور الذي احتل المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية خلف الرئيس حسني مبارك تُشكّك في التزام مصر بالديمقراطية والحرية واحترام القانون.

تزوير الانتخابات

اتهم د.أيمن نور النظام المصري بشأن حدوث تزوير كبير في الانتخابات الأخيرة والذي حل فيها ثانيا بعد مبارك، كاشفا لأول مرة إلى أن تحقيقات حزب الغد اكتشفت أيضا وجود إحصاء خاطئ للأصوات بعد وقوع التزوير، والتي أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية عن فوز الرئيس مبارك نبسبة 88.5 من إجمالي الأصوات الصحيحة.

وقال إن حزب الغد توصل إلى دلائل جديدة ومؤكدة حول حدوث التزوير، ولكننا لم نستطع أن نقدمها كلها في الطعن الذي قدمناه للجنة ولم تكن جاءتنا حصيلة دقيقة، لأننا كنا ملزمون طبقا لقرار اللجنة بتقديم الطعن خلال 24 ساعة من اعلان النتائج”.

وفي مؤتمر صحفي آنذاك أشار نور إلى أن هناك أخطاء واضحة في جمع أرقام النتيجة النهائية، فبعد وقوع التزوير، نجد أن جمع الأصوات التي أيدت الرئيس مبارك نسبتها حوالي 64% وليس 88.5%.. بينما حصلت أنا على 32%”. وتساءل: “لا نعرف حتى الآن من أين أتت اللجنة بالأرقام التي أعلنتها، وعلى أي شئ استندت غير احصاء الأصوات الفعلية”. وقال: “قدمنا طعنا يشتمل على الأرقام الحقيقية”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى