حوادث وقضايا

النيابة العامة تستعجل تقرير المعمل الجنائي في حريق مروع بالإسكندرية

استعجلت النيابة العامة بمينا البصل في الإسكندرية تقرير المعمل الجنائي حول الحريق الضخم الذي اندلع اليوم الجمعة في البلوك رقم 9 بمساكن الصينية بمنطقة الورديان.

الحادث المروع أسفر عن وفاة سيدة وإصابة 19 شخصًا آخرين بحروق واختناقات وكسور نتيجة تصاعد ألسنة اللهب وأدخنة كثيفة غطت العقار.

فيما يسعى المحققون لمعرفة أسباب الحريق وملابساته. تصاعدت حالة من الرعب في المنطقة بعد الحادث، حيث يُعتبر هذا الخطر مُستمرًا في تهديد حياة السكان.

تفاصيل الواقعة

البداية كانت عندما تلقت إدارة شرطة النجدة بلاغًا يفيد نشوب حريق هائل بشارع صينية الورديان.

وعلى الفور، انتقلت قوات الحماية المدنية رفقة سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث،

لتكتشف نشوب الحريق في شقة سكنية بالطابق الأول ومحل أحذية بالطابق الأرضي بالعقار، وهو ما تسبب في تصاعد ألسنة النيران التي امتدت بسرعة مخيفة.

مصير السيدة المتوفاة

من بين المأساويين في هذا الحريق كانت السيدة “هبة ف. خ. الـ.” البالغة من العمر 38 عامًا. حاولت النجاة من ألسنة اللهب الهاربة من الطابق الأول إلى الرابع، واختبأت داخل حمام إحدى الشقق، أملًا في النجاة.

لكن الدخان الكثيف حال دون بقائها على قيد الحياة، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة في الحمام، رغم محاولات الحماية المدنية لإنقاذها.

رجال الإسعاف تمكنوا من الوصول إليها باستخدام السلم الهيدروليكي، ولكنها كانت قد فارقت الحياة، وتم نقلها إلى مشرحة كوم الدكة.

إصابات متعددة

الإصابات الناجمة عن الحريق شملت 19 شخصًا، منهم 10 تم نقلهم إلى مستشفى رأس التين العام نتيجة الاختناق، واثنان بحروق إلى المستشفى الأميري الجامعي،

وشخص واحد تم نقله إلى مستشفى كرموز. بينما تلقت 6 حالات أخرى علاجها داخل سيارات الإسعاف المتواجدة في الموقع.

رد فعل الأجهزة المعنية

5 سيارات إطفاء وسلّم هيدروليكي انتقلت بسرعة إلى موقع الحادث، ونجحت القوات في السيطرة على الحريق بعد عدة ساعات من الجهود المضنية لمنع امتداده إلى الشقق والعقارات المجاورة.

بعد السيطرة، قامت القوات بعملية التبريد لضمان عدم اشتعال النيران مرة أخرى. الحريق الذي بدأ بسبب ماس كهربائي، أشعل غضب السكان،

حيث تساءلوا عن تقصير السلطات في التعامل مع أعطال الكهرباء التي أصبحت تتكرر في المنطقة.

فشل الإدارة المحلية في منع المأساة

يظل السؤال المحير: كيف لم تتخذ السلطات المحلية أي تدابير وقائية لمنع حدوث مثل هذه الكارثة؟ العقار لم يكن مجهزًا بوسائل السلامة الضرورية، ولا توجد أي إشارة إلى محاولات سابقة لتأمين العقارات في منطقة مزدحمة كهذه.

وأهالي الورديان باتوا يشتكون منذ سنوات من الإهمال، والكهرباء الضعيفة التي كثيرًا ما تؤدي إلى ماسات كهربائية.

الحريق نتيجة حتمية لتجاهل الصيانة

لا يخفى على أحد أن تجاهل الصيانة الأساسية في تلك المنطقة ساهم بشكل كبير في وقوع الحريق. ماس كهربائي؟

ربما كان يمكن تفاديه لو تمت العناية بتلك الأعطال الصغيرة. لكن كالعادة، كانت حياة الناس هي الثمن المدفوع.

تحقيقات النيابة العامة

تم تحرير محضر بالواقعة في قسم شرطة مينا البصل، وتم إحالة القضية إلى النيابة العامة التي بدأت بالفعل التحقيق في ملابسات الحريق وتحديد المسئولين.

لكن، هل ستأتي التحقيقات بنتيجة؟ أم سيظل الإهمال عنوانًا لتعامل الحكومة مع المواطنين في المناطق المهمشة؟

أسئلة تبحث عن إجابات

لماذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية مسبقة لمنع مثل هذه الحوادث؟ ومن المسئول عن عدم وجود وسائل أمان كافية في العقار؟

وهل سيتم محاسبة الجهات التي تقاعست عن أداء دورها؟ إن مأساة اليوم لا يجب أن تمر مرور الكرام.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى