مصر

د. أيمن نور يكتب: أوراق من مذكراتي((5)).. لعنة 7،5 سبتمبر

سبتمبر، إذًا، لم يكن مجرد شهر عابر في حياتي، بل هو صفحة من كتاب الحياة. علمني أن الحياة ليست مجرد سلسلة من اللحظات العابرة،

بل هي نضال طويل، مليء بالتجارب التي تجعلنا أقوى، وتمنحنا القدرة على النهوض من جديد، مهما بلغ حجم الخسائر.

كل تجربة مررت بها في سبتمبر، كانت بمثابة اختبار لقدرتي على الصمود.

قد أكون قد خسرت معارك هنا وهناك، لكنني خرجت من كل واحدة وأنا أكثر إصرارًا على تحقيق *الحرية، وأكثر ثقة بأن *النضال لا يضيع هباءً.

منذ أيام *سبتمبر الأولى، وأنا أحمل بداخلي شعلةً لا تنطفئ. شعلة الأمل في مستقبل أفضل لمصر، شعلة الحرية التي يجب أن تُنار في كل قلب مصري. فقد كان سبتمبر درسًا في الصبر، الصمود، والأهم من كل ذلك: درسًا في الأمل الذي لا يموت، رغم كل الصعاب.

وفي تلك الأيام من سبتمبر، وحتى مع الاعتقال، وحتى مع تزوير الانتخابات، وحتى مع كل محاولات تكميم الأفواه، كانت *الروح المصرية قادرة على الاستمرار. فكل تجربة قاسية كانت تكسبني شيئًا أكبر: إيمانًا لا يهتز بأن الغد يحمل دائمًا فرصة أخرى.

ربما كانت تلك اللعنة التي لاحقتني، لكنها كانت أيضًا هدية. سبتمبر علّمني أن كل فشل هو في الحقيقة خطوة نحو النجاح، وأن كل تحدٍّ هو فرصة للنمو والارتقاء.

سبتمبر سيبقى دائمًا شاهدًا على تلك اللحظات التي شكلتني، وعلى الحلم الذي سعيت إليه طوال حياتي: حلم *الحرية، *الكرامة، والعدالة. حلم مصر التي نتطلع إليها جميعًا.

كلما جاء سبتمبر، أتذكر تلك الأيام التي عشتها بشغف، رغم قسوتها. أيام غنية بالتجارب، مليئة بالتحديات، ولكنها أيضًا مشبعة بالآمال. آمال بمصر أفضل، مصر حرة، مصر تستحق كل نضال، وكل قطرة عرق ودم سالت في سبيلها.

واليوم، وأنا أنظر إلى سبتمبر بعين الماضي، أدرك أن النضال لم يكن عبثًا. كل خطوة، كل معركة، كل صرخة كانت ضرورية لتصل مصر إلى ما هي عليه الآن، ولنواصل المسير نحو ما نستحق أن نكون.

سبتمبر علّمني أن الحرية ليست هدية تُعطى، بل حق يُنتزع. وأن النضال المستمر هو السبيل الوحيد للوصول إلى هذا الحق.

ومهما كانت الظلال الثقيلة التي يلقيها سبتمبر، سيبقى الأمل متجددًا، وسيبقى درس سبتمبر دائمًا حاضرًا في كل معركة نضال جديدة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى